الأربعاء، 25 فبراير 2009

ثمة مفاجآت!

بسم الله الرحمن الرحيم

(ثمة مفاجآت!)

لم يكن شخصاً عادياً ، فعلى الرغم من شكله التقليدي و ملامحه الموحية باللاشيء إلا أنه فريد!
أحبُ هدوءه و حروفه بالدرجة التي أحب فيها تقطيبة حاجبيه و انفعالاته الباهتة .
كنتُ أكتب في دفاتري خواطر أناجيه فيها و أرسم بعينيَّ على السماء وجهه اللامبالي كل ليلة .
الساعة السادسة صباحاً تشهد فورة مشاعري حين أنقضُّ على جهاز الحاسوب الخاص بي لأتابع تطورات مقالاته التي ينشرها في موقع يُـعنى بالسياسة و الاقتصاد !
نعم في السياسة فبرغم كرهي لها إلا أنني منذ مدة ليست بالقصيرة أصبحتُ أتابع القنوات الإخبارية و أقرأ بعض المقالات الصحفية كي ألم بأطراف حروفه المتشابكة .
كنتُ أرسمُ في مخيلتي أسلوب حياته في بيته ، لابد أنه مرح متسامح يتعامل مع أطفاله الخمسة برحمة و حزم ، و أظنهُ حين يمشي في الشارع أو حين يكون بين أصدقائه وديعاً رزيناً ، في نظرته تجتمع الحكمة و فصل الخطاب !
كنت أحدّث أختي شذا عنه كثيراً حتى أنها وصمتني بالثرثارة ، لم أعبأ بها كثيراً و واصلت الثرثرة إلى أوراقي الخاصة جداً .
ذات صيف لم أكن لأصدق الأمر ، كادت عيناي أن تلتصقا باللوحة المعلقة على الجدار المحاذي لجامع حارتنا الصامتة ..
يا إلهي محاضرة للدكتور أنور !! الدكتور أنور !!
سيأتي لمنطقتنا ! سأراه يتحدث و يضحك؟! سأستمتع بحديثه باذخ الرقي و نظراته اللامبالية ؟!

على الموعد أتيت لكن القاعة النسائية خالية ، لا بأس فمعي كتاب (الدولة الحديثة) للدكتور أنور سأجول بين كلماته حتى تزدان الشاشة بأنواره .
كانت ليلةً محفورةً في كبد القمر زفتها الفراشات إلى مملكة الخلود في أعلى القلب .
بعدها خاطرت و كتبتُ مقالأً انطباعياً صغيراً و أرسلته لإيميل الدكتور أنور بعد كثيرٍ من التردد .
بعد أيامٍ هطلت رسالته المذيلة باسم (والدك أنور ) !!!
ملاك الخالدي _ الجوف

الأحد، 15 فبراير 2009

لا أجيد الفرح

بسم لله الرحمن الرحيم

هذه قصيدة نظمتها قبل شهور .. متشحة بالحزن لكن أعدكم بسطور تضجُ فرحاً في الأيام القادمة ..

(لا أُجيد الفرح)

سيشرقُ وجهِ الصبحِ في ضوئهِ الأقسى
لأبـحــر مكلــوماً و أستصرخُ الـنـفـسـا

سيشرقُ وجه الصبحِ كي يقتـل الـغـوى
بأرواحـنـا حـينــاً فلا نبصـرُ الشـمـســا

إلامــا سنمـضي في صبَابَــاتِـنـا و مــا
نرى غير أحزانٍ و نستعـذبُ الـيـأســا

أرانـا كـغـيــمٍ لا يـــزالُ مُـكــــتَّــمــــاً
فلا أسـبـــل الهـتانَ أو ضمهُ حـبــســـا

أرانــا تـمــزقــنــا فــلا الـبـحر خانـنـا
و لا هو أوفى و اصطفانا إلى المرسى

سـيـلـفـظـنــا صـبـحٌ و لـيــلٌ و ما لـنـا
ســوى أمــلٍ بــاقٍ بأرواحـنــا رِمـسـا

إلامــا سـنـبـقـى غـنـــوةً لحنها الأسى
فـلا هــي تغــدو للسـعـــادةِ أو تـُـنسى

إلاما سـأبـقى طائـــراً بـــثَّ حزنَـــهُ
فلم تـعـبـأ الأقدارُ أو تدفــعَ الـبـؤســـا

إلاما سـأهذي كــلَ أوجــاع خافــقـــي
و أسـرجهــا للكونِ مخـمــورةً حِسَّــا

و لا أبصـرُ الآمـــال إلا فــراشــــةً
تداعــى جناحاها فـغـادرَتْ الأُنــســـا

رضـيـتُ بأحزانـي و كــلَ مدامــعــي
و لم ترضَ أحزاني فتعسا لها تعـســا

تـغـرّبُ بي حيناً و تفــري أضـالـعـي
و تــرمي بأحلامي تُنـكِّـسُهـا نـكــســا

بـعـيـنيَّ آلام الــمـنـافــي و داخــلــي
شـهـيـدٌ تـفـانى باع مـيلادهُ بــخــســا

سأطـوي جراحاتي هنا في قصيدتـي
أعـاقــرها فـي ليل أوجاعـنـا كـأســا

ملااك الخالدي

السبت، 7 فبراير 2009

طقوس الزيف !

بسم الله الرحمن الرحيم

(طقوس الزيف!)

سأهذي تحت ظلام أفكاركم ..
تمارسون طقوس الزيف ..
فأبتعد لأثرثر بصدق !

من طينةٍ آدمية خُـلقنا لكننا نلعن إنسانيتنا كل حين ..
لا نعبأ بتلاشي الفضيلة فنرتدي زيفاً ثياب الطهر!
كم نحن كاذبون حين اعتقدنا أننا نمارس الحق!
كل ما نفعله أننا نصنع تماثيلاً لنزين بها بيوتنا السوداء الخاوية ..
فإلى متى سنعاقر الزيف؟!

في القلب سينبلج النور ليبتر الجوارح الآثمة التي طالما تمنطقت الزور !
في القلب سيحيا الإيمان بعيداً عن مظاهرهم المزيفة التي تلعنها الملائكة كل صباح!
متى سنقشع قناع السفور و نبدي حجاب الطهر
فوجه السماء يكتظُ بالرحمة ..

ملاك الخالدي الجوف