السبت، 28 مارس 2009

غوايةٌ بيضاء !

بسم الله الرحمن الرحيم
(غوايةٌ بيضاء!)
مرّ بنا يوم الشعر و على طرَفِه نظمتُ هذه الأبيات:
هــا قد أتيتَ من الــعــلاء بيــانـــا
عـــذباً رطـيــبــاً فـاتـنــاً ريـــانــا

ها قد أتيتَ فكـــل حـرفٍ في دمي
أفضى اللواعــج للمدى نشــــــوانا

و تراقصتْ كـــل القوافي بهجـــةً
و اهــتــز وجهُ العابـسـيــن ولانـا

و تـنـاثرَ الصبحُ المـنـيـرُ مُـغـرداً
فوق الــفـيــافي مُـسرجاً ألحــانــا

مالي أرى وجه الفسيحــةِ أبيضـاً
بعد الســوادِ و للبـهــاءِ مــكــانــــا

يا أيها اليوم الكريم مضى فـمــي
يزجي القريضَ على الربا ألوانـا

ما كان قــبل اليومِ سهلاً طـيّـعــاً
و اليوم يهطل من دمي جــذلانــا

يا فرحةً ملأتْ دموعي نـشـــوةً
و كست عظامي عســجداً ريحانـا

ما خلتُ نـوركَ يستبيحُ مكامني
كــلا و لا يُـحيي الــرؤى أفـنانـا!

لكنّ طـلّـتــكَ البهــيـــةَ أيقظـــتْ
جـمـرَ الشعورِ و أَخـمَـدت نيرانــا

فمضتْ مفاتنُ فكرتي مســــرورةً
مُـذ قال داعي الناظمين : الآنــــا !

يا شعرُ يا طهراً تواتر مُـذ بـــدا
لونُ الحياةِ على السهولِ و زانـــا

حرّرت أرواحاً و أزجيت الورى
نحو العلاءِ إلى الذرى تيــجــانـا

أسرجتَ آمال الشعوبِ حـكـــايةً
و هطلتَ فوقَ جراحنا هـتّـانـــــا

يا شعرُ لا تذر الدموعَ حبيـســةً
كن جسرها وأسبر بها الأزمانـــا

أنتَ الذي سرمــدتَ كل فضيلــةٍ
و جعلتَ من جرح الأُوْلى سلوانا

فخذ انعتاق الحزنِ في روحي و طف
كل الزوايا و اعــقـر الأحـزانـــا

فلقد تمادى الحزنُ داخلَ خفقـتي
و رأيتُ نورَ صباحنا أكــفــانــــا

حتى وجدتُ الشعرَ وهجاً حائراً
فهمى على شط اللـقــــاءِ كلانا!

هيا نضيءُ الــدربَ إن طريقنـا
إن لم نبُـــح بــوجــــودنا أدمانـــا

هيا نبعثرَ كــــــــل آلام الـدُنـــا
لتضــوعَ في روحِ المدى أوزانـا

ملاك الخالدي .. الجوف

الأحد، 22 مارس 2009

و ترجّـلَ الحزنُ غربةً !

و ترجّـلَ الحزنُ غربةً !
لم تكن الأيامُ الخالية إلا دخاناً أبيضاً
يفري القلب و يمحّص الشبابيك
كانت أشواكاً ملونةً
حسبتـُـها أرجوحةً على شاطيءٍ مُـكتظٍ باللاجئين
اقتربتُ منها
فإذا هي (حسرةٌ) تسعى
كسَـرتْ ضلعين فهوت أحزاني
أسفل القلب ..
لم يكن هذا الألمُ حديث عهد
و لا وليد ثوانٍ باردة
بل انعتاقاً شاحباً
حين ترجل الحزنُ عزلةً
بعد مزيدٍ من الانتكاسات !
لا شيءَ جديد سوى بعض ماء
أهرقتهُ سحبٌ ملطخة بخطيئة التفاح
سأحترقُ مادمتُ (أنثى)
فهناك من يأبى اضطجاع (تائي) مكانها الصحيح
فستـُــجر بالكسر بعد بنائها على السكون ..
ليتَ لآمالي المتكسرة جبال جليد
لأموتَ هناك ...
لا أن أحتضر على قارعة الزمن
كطفلٍ لقيط
أو زنجي سـُـلب حريته ..
ما أكرم السماء
و ما أقسى الأرض
ما أشد أن تموتَ بين قسرٍ أهوج
و خيانةٍ بشرية
بطعم التفاح
دعوني أعتزل أرصفة الضجيج
أموت بلا صوت
كما أردتم !
ملاك الخالدي _ الجوف

الثلاثاء، 17 مارس 2009

الأسطورة في دراما برنارد شو ..

نُـشرت هذه الرؤية في المجلة الثقافية لصحيفة الجزيرة في زاوية أنهار ..
الأسطورة في دراما برنارد شو !
أستطيع القول أن (بيجاماليون) إحدى أشهر مسرحيات الدرامي الكبير (برناردشو).. دعوني أتوقف مع عنوان المسرحية.. إنه اسمٌ لبطل أسطورةٍ إغريقية.. فكما تمكن بطل المسرحية (هجنز) من صُنع (إليزا) كسيدة راقية بعد أن كانت فتاة سوقية فقد تمكن البطل الأسطوري (بيجاماليون) من صنع امرأة جميلة تُدعى (جالاتا)!! إلا أن هناك مفارقات عدة منها أن هجنز لم يشعر بعاطفة تجاه إليزا لكن بيجاماليون أسرف في حب جالاتا التي تزوجها لكنها لم تبادله العبق العاطفي فعاشا حياةً باردة كما قرأتُ في عدة مصادر.
الأسطورة:

بيجاماليون اسمٌ لنحاتٍ في الأسطورة الإغريقية، عاش بيجاماليون في قريةٍ تُدعى (آمثيوس) و قد فرّغ نفسهُ لتماثيلهِ التي كان يشعر بأنها هي فقط الأشياء الجميلة من حوله، عُرف عنه أنه رجلٌ يكره كل رفيق و بالأخص نساء (آمثيوس) اللاتي يثرن اشمئزازه. هؤلاء النسوة رفضن إلوهية آفروديت (آلهة الحب) فعاقبتهن الآلهة بجعلهن يفقدن الشعور بالحياء لذلك اكتسبن سمعةً سيئة. آمن بيجاماليون بآفروديت كآلهة وتوسل لها بأن تبعث الحياة بأحد تماثيله، إنه التمثال العاجي الذي أطلق عليه (جالاتا) وأمضى وقتاً طويلاً في صنعه، وقد وقع بشدة في حب ذلك التمثال التي وهبته آفروديت الحياة.، أصبح التمثالُ امرأةً جميلة (كما صنعه بيجاماليون) ومن ثم تزوجها.
(من مقدمة المسرحية ، ترجمة : ملاك الخالدي)

مقطع من مسرحية بيجاماليون :
- تنظر إلى نفسها لآخر مرةٍ في المرآة، فجأة تغادر الغرفة بعد أن تطفئ النور من قرب الباب.
- في تلك الأثناء في الشارع كان (فريدي إينسفورد) -
المحروم من حبيبته
- يحدق إلى الأعلى موجها موجهاً نظره إلى الطابق الثاني حيث ما تزال إحدى النوافذ مضاءة، ينطفيء النور، تخرج (ليزا دولتل) فجأة.
- فريدي: عمتِ مساءً يا حبيبتي!
- ليزا: ما الذي تفعلهُ هنا؟
- فريدي: لا شيء! أقضي معظم أوقاتي هنا، إنه المكان الوحيد الذي أجد فيه سعادتي، لا تسخري مني آنسة دولتل!
- ليزا: لا تدعوني آنسة دولتل، أ تسمع؟ ليزا كافٍ بالنسبةِ لي، (تتوقف عن الكلام وتمسك كتفه) أنت تعتبرني عديمة الشعور قاسية القلب، أليس كذلك؟!
- فريدي: أوه كلا كلا ، كيف تتصورين مثل هذا التصور؟؟ أنت الأعز والأفضل.
* * *
(صفحة 80 ، مسرحية بيجاماليون ، لونغ مان ، ترجمة: ملاك الخالدي)

الأحد، 8 مارس 2009

أحداث ثقافية حولي!

بسم الله الرحمن الرحيم

(أحداث ثقافية حولي)

صدرت قبل أيام مجلة (الجوبة) الثقافية _الجوبة : اسم قديم للجوف_ ، تضمنت العديد من المقالات الأدبية و النقدية و عدد من القصص القصيرة و القصائد ، و لي فيها قصيدة .. أنصحكم باقتنائها ففيها فسحة للعقل و الوجدان ..

و من المصادفات الجميلة حين كنتُ قبل أسبوع في مكتبة (الصدّيق) فإذا بنسخ من مجلة (سيسرا) الغراء تعانق ناظريّ _سيسرا:اسم بئر أثري في الجوف_ ، فسارعتُ لشرائها برغم توفر عدة نسخ منها لدي ، لقد شعرت أنها جزء مني!
كيف لا و هي ضمت حروفي ...

و من الأمور الرائعة اكتظاظ معرض الكتاب الدولي في الرياض بالرواد و هذا مؤشر إيجابي بالتأكيد ، فأسهم القرءاة ارتفعت في السنوات الأخيرة مما يبعثنا على التفاؤل و يبشر بمزيد من الضوء في أفق المستقبل!

و حصتي من هذا المعرض:
(الإسلام و حقوق الإنسان) لمحمد عمارة
(الأسئلة المحضورة .. التأزم الفكري في واقعنا الإسلامي المعاصر) د.عبدالكريم بكار و علاء الدين آل رشي.
(حكاية الحداثة) عبدالله الغذامي
(ملامح المستقبل) د.محمد الأحمري
و كتب أخرى فكرية و أدبية ..

أدعوكم لأن تشاركوا بأسماء الكتب التي قمتم بشرائها من المعرض ....

تشكراتي

الاثنين، 2 مارس 2009

غزة الفخر!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة الغزاوية نظمتُـها إبان محنة أخوتنا الأحبة في غزة الكبرياء و قد أنشدها الأخوة في فرقة الأمواج للإنشاد و صدرت في ألبوم (و انتصرت غزة) لذا فأنا أتوجه لهم بالشكر لنصرتهم أخوتهم في غزة .. نصر الله المستضعفين في كل مكان ..

(( غزة الفخر ))

جودي من العز يا أرضاهُ و اسقيني
يا غـــزة الفخــــر يا أم القــرابـيـــنِ

جودي على الأرض من تاريخ أمتنا
و أيقظي ها هنا صـمـــت الملايـيــن

جــودي علـيـنــا فإن النوم ألبـســنـــا
من المـهــانــةِ ما يكــفــــي لتأبيــني!

جـــودي علــيــنــا فـــإن الذل أغرقنا
دمٌ يُـــراقُ على مرأى الســلاطــيــنِ

جــودي فأبــنــاءُ هـــوذا أهرقوا دمنا
عند الــنــهـــار و في كــل المياديــنِ

يا غــزة الفـخــر يـا نــوراً يــراودنا
عند احـلـكـاك الدجــى رغم الثعابيـنِ

رحــمُ الشــهــادة أنتِ يا شموخ دمــي
سـلـوا اليتامى ، سلـوا قـيـدَ المساجيـنِ

سلوا الدموع التي من فوقها سُـكبتْ
سلوا المنافي سلـوا نزف الشرايـيـنِ

سلوا الحروف التي باتت على شفتي
من يا حروفي التي بالعزم ترويني؟!

يا (غــزتي) ما رأيتُ القتلَ مجـزرةً
رأيــتــهُ في العُــلا أصــداءَ تمكيــنِ!

فإن تــراءت خـيــوط الليـل ألويــــةً
فإن خيط الضحى نــــار المساكــيـنِ

سيحرقونَ به صهــيــونَ منتــكــســاً
لتفرحي يا ربي الزيـتـــون و التـيــن

يأتــي بلالٌ ينـــادي كــل أمــتــنـــــا
أن هـــا هـــنــا سـنـُـصلي أخوة الدينِ

لا تأبهي سيــنــادي في الــبــلاد غـداً
على الروابي على كل الـبـســاتــيــنِ

دعوا فؤادي يناجــي دمعـــةً ثـــكـلــى
تدحــرجت ها هنا قـســراً لتكويـنـــي

دعــوا دموعي تناجي لفـحــةً هطــلـت
من غزة الفخر في ليل المُــحـبّــيـــنِ

يا قبلةً تنســجُ الآهـــات في دمــنــــــا
فألفظُ الحـــزنَ أبـيــاتاً تواســيــنـــي!

يا غزة الفخر قــيـــد القدس أرهــقـني
و معصمي لم يزل بالنزف يؤذيـنـــي

متى أراكِ بلا قـيــدٍ تطـــوف بـــــك
مباهجٌ و ابتسام الشمس يـُــحيـيـنــي؟!

ستشرقُ الشمس يا أرض الفداءِ غداً
فلنمسح الحزن ، وعــد الله يكفينـي

ملاك الخالدي