الخميس، 23 ديسمبر 2010

صباحكِ أجملُ البسمات

بسم الله الرحمن الرحيم



صباحكِ أجملُ البسمات !



للغتي التي لا تموت في يومها العالمي " الثامن عشر من ديسمبر" ، لكِ لغتي العربية الفصحى في هذا اليوم أزكى انتماءٍ و أبهج نشيد ..

أضيئي عتمة الأيامِ و اشتعلي ... وقولي أنك الأنقى بلا وجلِ
و أنك من طيوف الأمس و الآتي ... و أنك عشقنا الأزلي

صباحكِ يشبهُ الأحلامَ يا "لغتي"
صباحك مثل طعمِ السعدِ
مثل نسائم الأشواقِ
مثل سحابة تمطر !
صباحكِ يرسمُ الدنيا و بهجتها
بأجمل ريشة تـُـبهر ..

صباحكِ يلهمُ الشعراءَ و البؤساءَ و البسطاءَ و الحيرى
ليشرقَ وجهُ ديسمبر ..
صباحكِ يزرعُ الزيتونَ في دمنا
و يسقي نبضنا كوثر ..

صباحكِ بعثرَ الأحزان من كل ابتهالاتي
و أسرجَ دمعةَ الأيام قنديلا
يـُـنيرُ سماءَ أبياتي
صباحكِ نفحةُ المجدِ
و ضوءُ حضارةٍ شماء
لا تـُـقهر !

صباحك آخر البسماتْ
آخر شعلة من ذلك التاريخ
و أجمل ما تبقى في غدي المأهولِ بالنكباتْ.

صباحكِ أطهرُ الأعراقِ
إذ يسمو ليجمعنا
و يمسح عن ملامحنا غبار الأمسِ
و اللحظات ..

فلم يبقَ من الأحلام يا "لغتي"
سواكِ يجمعُ الأعراب..
صباحك صوتُ عزتنا
و نخوتنا
و دمعتنا
و وهجُ عزيمةٍ تنداح
لا تـُـكسر ..

صباحك بسمةٌ لا تعرفُ الخذلان
فيبقى وجهك الأنور!


ملاك الخالدي


السبت، 4 ديسمبر 2010

وداعاً

وداعاً

دخول:

في رحلة الحياة القصيرة نأتي "وحدنا" و لكن سرعان ما نصبحُ أعضاءً في جوقة كبيرة ، و بعد حين نغادرها "وحدنا" كما أتينا !

في اللحظات الأخيرة قبل انقضاء عامٍ ملّونٍ بالتقلباتِ و الأمنيات ، مشحونٍ بكثيرٍ من الفوضى و التحديات..
في اللحظاتِ الأخيرة من عامٍ منحنا أفراحاً و دمعات و حفنة لا بأس بها من الأشياء و الأفكار كزادٍ مازج عقولنا و أرواحنا ..
في اللحظات الأخيرة من عامٍ ابتلع الكثير من الأوجه البيضاء و المشاعر الجميلة و أسقط أقنعةً كاذبة يختبيء خلفها الزيف و الرماد ..
في اللحظات الأخيرة من هذا العام....
_ ليس لنا إلا إشعالَ ضوءِ الفرح في ذواتنا لاستقبالِ عامٍ نقي جديد ، يرسم تفاصيل خطواتنا الكثيرة لكننا نحن من سيلونها فلنختر أطهر و أجمل الألوان.
_ليس لنا إلا إسراج الابتسامات لنـُسعدَ أنفسنا و غيرنا و نفضحَ القلوب الملوثة أمام نفسها حين تؤذيها و تحرقها مسحة الفرح على أوجهنا .
_ليس لنا إلا التعلق بحبل الأمل الطويل الممتد من قلوبنا إلى السماء ، نتشبثُ به و نهشُّ به على الصدمات و العثرات ، نـُبلسم به أرجاءنا المتصدعة و نتوقُ إلى فجرٍ يندلق من جبين العلياء ، فحين نذروه أو نقطعه سنـَدفِنُ ما تبقى منـّا في الأرض التي ارتبطنا بها عبر أقدامنا!
_ليس لنا إلا إفراغ الذاكرة من المشاهد القاسية والآسنة و مسح صور الانكسار لنستعد لرفدها بجديدٍ مكتنزٍ بالفأل و النجاح و الابتهاج.
_ليس لنا إلا خلع الزوايا الحادة و القاتمة من حسابات عقولنا لنهندسها بأفكارٍ أكثر انفراجاً و احتواءً و إشراقاً.
_ليس لنا إلا ممارسة التفاؤل و زرعه حيثما كنا و نكون ، لنواصل التحليق بجناحين أكثر قوة ، و العيش بنبضٍ أكثر إصراراً و شغفاً ، فقد حان الوقت لنكفّ عن إبادة انتفاضاتنا المتلاحقة ، نعم حان الوقت لنـُوقف حربنا الظالمة التي أدمت قلوبنا و هتكت إرادتنا بسلاح القنوط.
_ليس لنا إلا تجاهل نوازع العجز داخلنا تلك التي تـُسلمنا للاستسلام أو الكسل ، و نوازع الضعف خارجنا تلك التي يزجيها غيرنا نحونا في لحظات انتصار أحقاهم و أهوائهم و أشواكهم و جهلهم ، نتجاهلها لنمضي بجسارة دون أن نهدر لحظات عمرنا الثمينة في الالتفات لفوران الضعف داخلنا و خارجنا.
_ليس لنا إلا الإبحار في القراءة فحين نقرأ فنحنُ نتحول من كائناتٍ بيولوجية إلى بشرٍ منفعلين بما حولنا متفاعلين معه ، حين نقرأُ فنحن ننفضُ غبارَ الركود عن عقولنا لنزجيها إلى أفقٍ أزكى ، حين نقرأ فنحنُ نحارب الجهل و الفقر و المرض و الحزن و حين نقرأ نعبدُ الله على بصيرةٍ من أمرنا.
_ليس لنا إلا أن يعيش الفرد منا كـ "إنسان" ، بكل ما تحمله هذه المفردة من معاني العزة و العدل و النقاء و التمكين و العطاء ، فإن فـُـقدت إحدى هذه المعاني فسنعيشُ بإنسانية ناقصة .
_ليس لنا إلا الاندياح في فضاءات الله ، نتأملها بعمق فنزدادُ إيماناً بسننه الكونية فهو خالقها و مقدّرها و الباقي بعد انتهائها ، فلم ينتهِ التاريخ يا "فوكوياما" و لم تنتهي الجغرافيا يا "أوبراين" و لم تندثر الفصحى يا "سبيتا" و لم تحتضر الانتفاضة يا "شارون" و ها نحن دخلنا قرناً جديداً و ندخل هذه الأيام عاماً جديداً و مازالت سنن الله تمضي و مازال البياض يجابه السواد بنصاعةٍ لا تلين.*
_ليس لنا إلا إخضاع أنفسنا لمحاكمة عادلة لنطلق سراح أحلامنا و أفكارنا و أعمالنا المضمخة بالضوء و نعدمُ تلك التي لا تستحق الحياة!
_و ليس لي إلا أن أقول مستشعرةً لحظات الأفول و القدوم:
أيها العامُ الذي كنت هنا ... و تواريتَ بلا وعدِ إيابْ
كنتَ فينا كشعاعٍ هادرٍ ... ملأ الأرواح فانزاح الضبابْ
كضياء الشمس إذا يأتي ضحىً ... و يجافينا إذا حان الغيابْ
سننُ الرحمن تجري ها هنا ... وبأصقاع المدى جري السحابْ

خروج:

ما أصعبُ تلك اللحظات التي نضطرُ فيها لخلعِ جزءٍ من حياتنا ، إنها لحظاتُ مخاضٍ قاسٍ قد يوردنا الهلاك إن لم نبغاتهُ بإيمانٍ و أملٍ و تفاؤل ..


هامش:
*"فرانسيس فوكوياما" صاحب نظرية نهاية التاريخ ، "أوبراين" صاحب نظرية نهاية الجغرافيا ، "ولهلم سبيتا" مستشرق غربي دعا العرب لاستخدام اللهجات العامية بدل الفصحى و بذل مجهوداً في سبيل ذلك ، أما شارون فذاكرتنا المكلومة تعرفهُ جيداً .



الخميس، 25 نوفمبر 2010

لون العيد

بسم الله الرحمن الرحيم

في العيد يندلق الصباح من نحر الكون الوضيء، يتلبسنا الفرح رغم أرواحنا الملوثة بالانكسار، يراودنا فيه الفقد فنتمرغ بالأمنيات الجميلة، نقيّد مشاعرنا المفضوحة بأطواق الأمل والنرجس والتناسي، نتنفس فيه طهارة الوقت ونصاعة الفداء، نبصر لون الصدق يتطاير من ابتسامات الأطفال فيجمع ما تبعثر داخلنا من أحاسيس، نجمع قبلاتهم في ذاكرة القلب كي ننفقها حين تكتظ جيوبه بالحسرات.
في العيد يتحول المرء منا إلى كائن آخر، فيجري ويقفز ويجمع الحلوى إشفاقا بذلك «الطفل» الذي يسكنه ويستفزه حين يجفل، أحيانا يغمض عينيه ويختبئ خلف جدار بعيد حين يتداعى القوم على قربانهم ولكنه يعود بشجاعة فالمشهد الأخير يختصر له الحكاية رغم اتساعها.
نتصفح الوجوه الملونة بالعيد، نبحث عن ملامح نفتقدها لكننا نحاول جاهدين ستر الشوق بحجاب الابتسامة لنحتفي بالوفاء!
في العيد نمعن في الدماء المهرقة فتعود بنا الذاكرة لجدنا إبراهيم وابنه البار، عليهما السلام، وإلى الأرواح التي قضت نحْبَها حين مضى محمد عليه الصلاة والسلام يزرع الضوء، وأخرى على ضفاف الزيتون والبرتقال ما زالت تترى.
أي «فكرة» هذه التي أزلفت هذا «الجود» وسبرت هذه القرون متقدة ولا تزال؟ وأي جود هذا الذي تجاوز النفس؟ وأي عقل ذلك الذي لا يخضع أمام تواتر هذا الفداء والعطاء؟ وأي قلب هذا الذي لا يبتهج بهذا الدفق العظيم؟
لذا علينا الاحتفاء بهذا البياض المتجاوز ودفن رماد الأيام ولو لبضع ساعات اغتباطا وانتشاء، علينا أن نجرع الانتكاسات والانكسارات لنبلسم أرواحنا المشغولة بالوجع لننتشي كانتشاء عقولنا المأزومة باحتساء قهوة مُرة في مساء مثقل بالاغتراب!
أخيراً..
لا بد من القول إن العيد لوحة ملأى بالتفاصيل المختلفة نلونها نحن كيف نشاء فما أجمل أن نلونها بأبهى وأصدق الألوان لنشعرها بشكل مختلف.
ملاك الخالدي

الخميس، 18 نوفمبر 2010

عيدنا أبيض

بسم الله الرحمن الرحيم


عيدنا أبيض

صباح العاشر من ذي الحجة ..

صباح الفداء المندلق من جبين النهار ..

صباح يرسمنا أرواحاً تعبقُ بالعطاء ..

نحنُ من نرسم البهجة لأنفسنا و لمن حولنا

و نحن من يخلق العيد ..

لذا فأنا في كلٍ عيدٍ أرسم الفرح في قلبي

لأسكب السعادة في قلوب من حولي ..

أتى هذا العيد مأهولاً بالفقد

لكنه عابق بالحنين و الأمنيات الجميلة ..

فلنبتسم كثيراً

و لنفرح حد الانتشاء

لأننا كائنات بيضاء ..

لم تتلوث بالأحقاد و الحسد و الافتراء ..

فنحن نعيش لله

ثم للفرح

و هذا يكفي ..

عيدكم فداء و عطاء و فرح

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

هل تعرفون زيداً ؟!

هل تعرفون زيداً ؟!



تحت وابل الأخبار الدموية المأساوية دعونا نتحدث عن حرب أخرى لا تقل ضراوة عن حرب المدافع! ، إنها حرب الأفهام ، أو فلنقل صراع (العقليات)! ، لن أتحدث عن صراع الأيدلوجيات أو التيارات و الأديان إنما عن حرب (الثقافة) مع (الجهل)! الجهل الثقافي بالتأكيد فنحنُ في مرحلةٍ تجاوزنا فيها الجهل التعليمي .

سأعرضها لكم عبر حكاية المدعو (زيد) البطل (التراجيدي) الأغرب في مجتمعنا !

زيد من الناس يأكل كما يأكل الناس و يلبس كما يلبس الناس و لكنه يختلف عن بقية الناس ، زيد من الناس إنسان بسيط لكنهُ بما لا يفقهون محيط ، زيد من الناس له عقل كعقولهم لكنهُ يفكر بطريقة تختلف عنهم ، زيد من الناس حين يتحدثون ينصتُ لهم لكنه حين يتفوهُ بشيء لا يفقهوه ، و إن فـقهوا فإنهم يضعون أصابعهم في آذانهم و يستدبروه!

زيد من الناس إن أبدى رأياً اتهموه و إن كتب شيئاً لاموه و إن تميز عنهم ابتلوه ، زيد من الناس إن أحسن ثبطوه و إن صدق جادلوه و إن حاججهم شتموه ، زيد من الناس لم يؤذِ أحداً و لكن لحاجةٍ في أنفسهم كانوا و مازالوا يفكرون في إيذائه بعد أن آذوه ، زيد من الناس يتحاشى مجالسهم المقامة على لحوم الأموات و لكنهم يقتلوه كل يوم و يتعشون عظامه ، زيد من الناس يعيش في عالمه الخاص بعيداً عن عالمهم الداكن و لكنهم يعيشونه كل لحظة ، زيد من الناس إن أصابتهم نقمة حزِن لهم و إن أصابته نعمة حسدوه ، زيد من الناس لم يعرف معنى المكر و الكيد حتى أُصيب بمكرهم فعلـّـموه ، زيد من الناس لم يكن يعرف الكره حتى كرهوه !

لكن زيداً لم يعبأ بهم بل و يشفق عليهم أيما إشفاق ، و ما زال زيدٌ حيّـا يتجرع حيفهم ، و سأنظر في أمره و لعلي آتيكم منه قبس في ليلة شتاءٍ باردة!

ملاك الخالدي

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

بسم الله الرحمن الرحيم

كاتب بالغصب!


حين تستمع للمفكر خالص جلبي، أو تقرأ للدكتور يوسف زيدان، سترتفع همتك وتتحفز لمزيد من القراءة الجادة لتثقيف نفسك وتطوير أدواتك، وستجد نفسك أمام بحر فياض، فكل منهما يعد موسوعة علمية فكرية، وما كان هذا إلا نتيجة مكابدة طويلة واستغراق عميق في أمهات الكتب.. وبناتها!
وبقدر ما نظهر لأنفسنا بشكلنا وحجمنا الحقيقي وما يصيبنا من جراء ذلك من إحباط، بقدر ما يتلاشى هذا الشعور، خصوصا لدى النفس الطموحة أمام الفيوض التي ترفدنا وتدفعنا لمزيد من التزود والنهل لنتكئ على قاعدة ثقافية لا بأس بها تبقى سندا لنا حين نتصدى للكتابة أو نجر لحوار أو نقدم عليه.
ولا شك أن النهل والعطاء إثراء ورفد للتجربة، مواصلتهما تراكم ذو تأثير إيجابي على مستوى التفكير واللغة، ولا أعرف حقيقة كيف يجرؤ بعض الأشخاص في بعض الصحف الإلكترونية والورقية على اقتراف الكتابة! حتى إن القارئ العادي فضلا عن المثقف سيلحظ وهن الحرف والفكرة، فلم يعد القارئ «ريسيفر» استقبال وقضم، بل «فلتر» نقد ومحاسبة وهضم، ففي عالمنا المفتوح المنفتح المتواصل ازداد اطلاعا ووعيا.
أنصاف الكتاب أولئك، لن يصمدوا طويلا في ممارسة التحبير دون تثقيف أو تطوير، وقبل ذاك هدف سام يرتقي بالكتابة وصاحبها بعيدا عن حظوظ النفس التي تنتهي بمجرد الوصول لمرحلة الانتفاخ الكاذب، نحن بحاجة ماسة إلى إنصاف أنفسنا والآخرين باستشعارنا للمسؤولية الذاتية والأخلاقية والاجتماعية قبل البدء بالكتابة. وقد شعرت بارتفاع منسوب تلك المسؤولية عند إحداهن في تبريرها لتريثها بنشر إنتاجها حين قالت: كثيرا ما أشعر بالأسى على أشخاص أضاعوا أوقاتنا في قراءة حروفهم الفارغة، وأخشى أن يشعر الآخرون بذلك إزاء حروفي!
وأختم بقول الأديب البرتغالي جوزيه ساراماجو: «إذا لم يكن لدى الكاتب ما يقوله فعليه أن يصمت».
ملاك الخالدي

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

المثـقـفـون الجدد

بسم الله الرحمن الرحيم



المثقفون الجدد




لا يخفى على المتابع الواعي ازدياد وتيرة الأصوات المتحدثة باسم المجتمع تحت رداء الثقافة، فكل من كتب سطرين أو بيتين أو ظهر على الشاشة أو أصبح أستاذا في جامعة، فهو مثقف! والقائمة طويلة.
رغم انزعاجي من ظاهرة أصحاب الأصوات المرتفعة الذين يتحدثون في كل مكان وعن كل شيء وباسم أي شيء، إلا أنني على ثقة بارتفاع منسوب الوعي لدى المتلقي، كما أنني على يقين بانخفاض تلك الجعجعة الفارغة إيذانا بانتهائها، فالشجيرات الصغيرة لا تصمد أمام تعاقب الفصول، كما أنها تتوارى بين الأشجار الكبيرة الراسخة.
لست بصدد الحديث عن مفهوم الثقافة الحقة كما وردت عند روادها، فالمجال لا يتسع، لكنني أحيل القارئ لكتاب «فكرة الثقافة» فهو كتاب علمي قيم جدا لتيري إيجلتون، إنما بصدد لفت انتباه القارئ الواعي إلى أن المثقف ليس ذاك العقل المكتنز بالمعلومات المستغرق في ذاته ونخبويته، كما أنه ليس ذاك البوق الفارغ المزمجر على مدار اليوم! إنما هو تلك العين الناقدة المتفاعلة والعقل الواعي الخلاق المنطلق من قاعدة معرفية وأخلاقية متينة، فالتفاعل النقدي والوعي الاجتماعي والثراء المعرفي والعقل الخلاق والمسؤولية الأخلاقية «الأخلاق بمفهومها العميق العظيم لا الجزئي الضيق»، كلها مفاصل هامة، فانعدام أو تلف أحدها يؤدي لخلل في تكوين المثقف وعطائه.
إذن يجب أن نضع في أذهاننا أننا بين مثقف منكفئ يعاني عجزا سيكولوجيا أو عجب ذاتي أو تخوف نسقي، وآخر يعاني تعطش الأنا، فيقول ما لا يفعل أو يصرخ بما لا يعي! وكلاهما يقتات على مائدة هموم المجتمع، بينما غايته لا تتجاوز حدود ذاته المريضة، ومن بين أنصاف المثقفين يجب أن يكون لنا صوتنا ورأينا وتأثيرنا وأثرنا كي لا نجعل من واقعنا ومستقبلنا بضاعة بلا ثمن للمزايدين أو المرجفين!

ملاك الخالدي
(مقالي في شمس للأسبوع المنصرم)

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

للوطن : كما شاء الهوى

بسم الله الرحمن الرحيم

بمناسبة اليوم الوطني للوطن المملكة العربية السعودية نظمتُ هذه القصيدة و قد حصلت على المركز الثالث في مسابقة أفضل قصيدة وطنية و قد شارك في المسابقة شعراء من كافة المناطق ..
إليكم القصيدة :


(كما شاء الهوى)

كنْ كما شاءَ الهوى وحيَ اشتياقِ
و اندهـاشـاً حين يـنداحُ التلاقي

كن تراتيلَ مــن العـشــقِ الـذي
يلهبُ الأحداقَ مـن دونِ عـناقِ

كــنْ لـروحي سلسبيلاً كلمـا
شهقتْ عطشى بأنخابِ الفراقِ

كن شعوراً يُغرقُ النبضَ رؤىً
و اغتباطاً ينتشي حد التراقي

وطني يا كــلّ ذراتِ الـمـدى
وطني يا كلّ ألـــوانِ انــدلاقي

وطني أسطورةُ الحــبِ الـتي
أحيتِ العشاقَ أزهارَ انعتاقِ

و مضى يزرعُ أطيافَ العُُلا
يشهر الضوءَ على كل انغلاقِ

أخضرٌ بالعــزِ يأباهُ الــردى
أولٌ أسمى مضى كل سباقِ

شهــدَ الكــونُ له بالكبـرياءِ
قبساً يضوي بآفاقِ انطلاقِ

و عطــاءً أتــرعَ الدنيا و ما
أنجبتْ من فيضهِ كأسَ دِهاقِ

و سماءً من أغــاريدِ أمــانٍ
منحتْ أرجاءنا دفءِ الوفاقِ

أنت ماضينا و مـيــراثُ الهدى
و أمانينا و ما في العمرِ بــاقي

أنتَ نبراسٌ من الطـُهرِ أبــى
أن ينامَ الصبحُ من دونِ انفلاقِ

أنتَ أبياتُ الهوى تجري هنـــا
في رُبا عمري و في دمعي المراقِ

فإن اشتدّت صروفُ الدهرِ يوماً
سوف تسمو رغم أوثانِ النفاقِ

وطنٌ فوق دياجــيـــرِ الـــذي
يزرعُ الموتَ و أفكارَ انشقاقِ

وطنٌ بالحجـةِ المـُـثـلى مـضى
و ضلالُ الفكرِ يمضي لاختناقِ

وطنٌ من نفحةِ العلياءِ أزجى
رؤيةً خضراءَ و القائدُ ساقي

فتمادى و تهــادى و انـبــرى
شامخــاً ينثالُ في كلِ نطــاقِ

موطنٌ الحبِ و يا سرُّ النهى
و أريجُ الروحِ عشْ حلوَ المذاقِ !

بقلم : ملاك الخالدي _ الجوف

الأحد، 12 سبتمبر 2010

حكاية العيد

بسم الله الرحمن الرحيم


_الجميع بانتظاره ، يجري على ألسنتهم ، يرجئون أفراحهم و أفكارهم لحين هطوله، مضت لذهني صورته مختلفةً عن ذاك الذي رأيت في الأعوام الخالية ، انتظرتهُ كما لم انتظره من قبل بل أنها المرة الأولى التي أشتاقه منذ سنوات ، لم يكن ثمة جديد إلا أنني أبصرته بزاوية تختلفُ نسبياً عن ذي قبل ، تُـرى هل جمال العيد في انتظاره لا في معايشته ؟!

_يمعنون النظر في المرآة صباح العيد بحثاً عن ملامح جديدة ، كم أتوقُ لمرآة تطلعنا على دواخلنا لنتبين مقدار صفائها من انكدارها ، أم أن هذه مهنة أرواحنا المُغيـّبة ؟ ، كم نحن بلهاء حين نقف لنشاهد القشور ثم لا نبدأ بالبحثِ عن الذات !

_في العيد يمارس البعض أكبر عملية خداع ، كيف للفرد أن يصافح و يصالح الآخرين و هو عاجزٌ عن طمس آلامه و انكساراته و غافلٌ عن مصافحة ذاته و مصالحتها ، ربما ذاكرة الوجع أقوى من النسيان إلا أنه الأقدر على مصافحة ذاته و احتوائها .

_العيد شماعة مناسبة نعلّق عليها كل عمليات التسويف و أشكال العجز ، نحن أعجز من عجزنا على الاعتراف أو صمودنا بوجه الانجراف !

_أولئك البعيدون الذين نتواشج معهم ، إن لم نشاطرهم العيد فلنمنحهم بعض اللحظات ، فما نشعره قد يكون ذاته يسكنهم و إن لم يكن فذلك طهرة للقلب ! ، فمن المشين أن نحوّل المشاعر الطيبة إلى معركة صمتٍ رجاء الكبرياء و خوف الضعف ، نحن الأشجع حين نبتدرهم التهنئة و نلتمسهم العذر عن كل لحظة سعادة أو تعاسة عايشوها دون أن نشاطرهم الشعور .

_أخبرتني مساء العيد أن ما مضى منه لم يكن وفق ما أرادت لأنها لم تفطن لأمزجة من حولها ، فأخبرتها أن الأمر لا يحتاج لذكي إنما لقوي فالأقوياء يرسمون الواقع كما كتبوا التاريخ !

_كنتُ أقرأُ ملامحها الممزوجة بالصدقِ و الحنين ، لقد كانتْ تتذكرُ والدتها التي لم تشاطرهم العيد هذه السنة ، قلت لها : تذكريها دوما و غالبي الفقد بالرضا و نسائم العيد فنسيانها جريمة بحق الوفاء .

_أجمل ما صافحتْ عيني تلك الابتسامات ، بعضها يرفرف بالفرح و بعضها الآخر يشبهه ، تُرى هل الفرح يصنعنا أم أننا من يصنع الفرح و الابتسامات ؟! ، و أكثر ما سمعت بعد عيدكم مبارك كان رنين (المسجات) تُرى هل أرواحنا الرابحة أم شركة الاتصالات؟!

_هل المسافات الزمانية التي تفصلنا عن النكسات و النكبات العربية و هل المسافات المكانية التي تبعدنا عن المسرى الكريم الكليم تنسينا الأحلام الكبيرة على قاعدة (البعيد عن العين بعيد عن القلب) أم أنها تزرعنا بنزوات الاشتياق وفقاً لما يقال عن العلاقة الطردية بين المسافة و الحنين ؟!

_آمل ألا تتحسروا على دقائقكم المهدرة في قراءة ما سبق كما تحسرتُ على اليومين الذين قضيتهما في رحاب كتاب (حكاية الحداثة) دون أن أخرج بشيء جديد ، ليتني استحضرتُ قبل ولوج رحابه أن (الحكايا) لا تضيف بقدر ما تأخذ !

وجه للعيد :
أستاذتي و صديقتي (فاطمة الضويحي) لقد وصلتني العيدية ليلة العيد ، كان لذلك الكتاب و تلك المجلة دويٌ في نفسي أقوى من دوي الألعاب النارية التي هتكت سكون الجوف تلك الليلة ، لكِ مني الشكر و الإخاء و من الله الجزاء .

ملاك الخالدي



الخميس، 9 سبتمبر 2010

عيدنا فرح

بسم الله الرحمن الرحيم


الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر و لله الحمد ..

حمداً لكَ يا ربِ أن رزقتنا فرحة معانقة عيدك السعيد ..

و برغم ارتحال شهر الضوء و ما يتركه رحيله من حسرة و دموع إلا أن عيد المسلمين أقبل يمسح عنا حزن الوداع و هنا تكمن حكمة الله بأن أردف شهر رمضان بعيدٍ سعيد ..

لقد فاز الفائزون و انعتق العتقاء ، و نحنُ نظنُ بربنا خيراً و نرجوه أن نكون من أولئك السعداء ..

كل عام و الجميع بفرح و فوز ..

الأحد، 5 سبتمبر 2010

حجر الزاوية يمطر !

بسم الله الرحمن الرحيم

حجر الزاوية .. يمطرُ


استمتعتُ على مدى الأيام الخالية بمتابعة برنامج (حجر الزاوية) لوالدنا العلامة : د. سلمان العودة ، لقد كان برنامجاً فكرياً ثقافياً تنموياً دينياً ، بارك الله فيه و للخير أزجاه و سدد خطاه ، فكانت أبياتي هذه:

للعينِ دمعٌ ليجلو الحزنَ إن عـبــرا
و للفيافي اشتـياقٌ يحضـنُ المطــرا

و للفؤادِ مسـرّاتٌ تـطـوفُ بـه
في عالمٍ باتَ يشكو الحيف والضجرا

و هكذا كانَ (سلمـانٌ)* يـبثُ بنا
حكايةَ السعدِ و التغييرِ منتـصــرا

حتى انتصرنا على أرواحِنا و مضتْ
قلوبُنا تزرعُ الإصرارَ فانـتـشـرا

نبني صروحــاً من الإنجـازِ مطلعُها
جدارة النفسِ في نسيانِ ما انـكسرا

و بعدها نغرسُ الإيجابَ في دمـِـنا
وفي المدى كي نرى في غرسنا ثمرا

سبحانَ سبحانَ من أعطاكَ موعظةً
بسحرها تسلبُ الألبابَ و البصـرا

سبحانهُ الله من أزجـى مداركـَنا
في كلِ يومٍ بشوقٍ ترقبُ (الحجرا)**

فكيفَ إن غابَ بعد الشهرِ مبتعداً؟!
سيُـثلمُ الفكرُ فابقَ للورى قـمـرا!

*العلامة الشيخ سلمان العودة.
** إشارة لبرنامج (حجر الزاوية).

السبت، 4 سبتمبر 2010

الصورةُ تتحدث


التصميم هنا يتحدث بعد أن تحدثت الحروف !
مع الشكر للوالد أبي ماجد لقيامه بتصميم قصيدتي بهذا الشكل الرائع..


الاثنين، 30 أغسطس 2010

و كنتُ العطشى

بسم الله الرحمن الرحيم

و كنتُ العطشى



و أتيتَ بعد انتظارٍ و نأي
حينَ استطالَ اشتياقي كنتُ على يقين ..
فأنتَ أنتْ
لا تبخلُ و لا تجفلُ ، لذا أجبتَ الحنين ..
فأتيتْ !
أتيتَ ..
تمطرني رحيقكَ الدافئ
بعد أن اعـْـتصَرَتـْني مواسم الحيفِ
و لفظتني الأيامُ حروفاً ثكلى
و تحدٍ و انكساراتٍ
فكنتُ العطشى !
***
أتيتَ لتسربلني بالضوء
تمسحُ الحيرةَ عن مُحياي
تنتزعُ أناملي الصغيرة
تدحجني بعينيكَ النورانيتين
تحتفي بقصائدي الكسيرة
تصرفني إلى السماءِ
في خلواتِ الليلِ بعيداً عن زفراتهم!
***
لوحدي .. لوحدي
و أنت تسكنني .. تُشعلُ خلاياي
فتطفرُ دموعي بين يدي ربٍ رحيم .
تندلقُ و تندلقْ ..
بقلبٍ مرتعش و جوارحَ خاضعة ..
أسمو بضعفي في رحابهِ
فأتركها تندلقُ
لتمسحَ سحنةَ الدموعِ الخالية ..
فهما يتمايزان
كفاصلة المسافات و المسافات الفاصلة !
***
أيْ رمضان ..
أشعلتَ فتيلَ الشعورِ صادقاً
فغدوتُ عصفوراً
يغتسلُ بضوءِ اللهِ
كل ذاتِ وجع ..
يتنفسُ البياضَ
يهرقُ أغانيهِ حينَ يلتهمهُ الصباح.
***
ما أجملكَ أيها المبثوثُ في ذراتِ الكونِ
و أنتَ تغرقني ببهائك و روحانيتك حتى أنتشي !
عشقتُ نهاراتكَ و الليالي
أتبتلُ و أبتهلُ
أتزودُ من حنانكَ و فيوضاتكَ الغدِقة
لأداوي تصدّعات الزمنِ
و أواصلَ الرفيفَ
في فضاءات الغربةِ و الجمال ..
***
فلا تمضِ ..
و قد امتزجتُ بخيوط إشراقكَ
و خالطتْ أنفاسُكَ شراييني
فما عدتُ أستطيقُ ثوانٍ دونكَ ..

ابقَ هنا دوماً ..
و امضِ في تفاصيلنا الجرداء
ألهمها خفقان الحياةِ
ابتكر في خلاياها التواقانَ لله
و بثـّها هينماتِ الرضا و الفأل
ابقَ هنا .. و لا تغادر
فأطيافُ العمرِ ستكبُرُ شاحبةً إن اقترفتَ الرحيل !

ملاك الخالدي



الخميس، 26 أغسطس 2010

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملاتٌ في آيات


و تأخذنا لوثة الدنيا إلى مساحاتٍ مأهولة بالجفاف ، تحجبُ قلوبنا عن تأمل آيات الله فنعيشُ بلا خفقانٍ أو توقان ..
متى نقف بصدق و خشوع ، نرسلُ أرواحنا إلى حيثُ يرتوي القلب و العقل ، فيعيشان إيماناً عميقاً يقويان به على صروف الدنيا و يواصلان النهل ، و هذه بعض تأملاتي القاصرات أسرجها دعوةً للتفكر و أن يكون لنا فيما نقرأُ وقفات ..

( و أنبتها نباتاً حسناً و كفـّلها زكريا) الآية 37 ، سورة آل عمران.
توقفتُ مليـّا و أنا أتساءل لمَ جاءت "كفـّلها" بتشديد الفاء و لم تكن "كفـِلها" ، و كلاهما يدلان على كفالة زكريا لمريم ، إلا أن الأولى بمعنى كفّلها ربها زكريا ، أي ألزم زكريا بذلك و يسره له و أعانهُ عليه ..
إذن فقد أسند الله إليه كفالة مريم و لم يسندها لزكريا بنزع التشديد ، تكريماً لشأنها و رعايةً لها و رفقاً بها عليها السلام .
بل إن في الأمر بُعدٌ مستقبليٌّ ففيه شدٌ من أزرِها و تثبيتٌ و طمأنةٌ لقلبها حين تخرجُ بعد حينٍ من محرابها تتوارى عن أعين الناسِ و مشاعرُ الخوفِ و الأسى و الضعف و ألم المخاضِ تتنازعها ، فتتذكر أنها في كفالة و عناية ربها لتقر عينها ، إنها الكفالة الإلهية التي لا تنفد و لا تـُـفقد .
و لم يقل سبحانهُ و تعالى (أكفلها) بل (كفّلها) مع أنهما مترادفتان و يؤديان معنىً واحداً ، فالتشديد في اللغة يوحي بمبالغة ، و لعل الله أتى به هنا إشارةً لشدة الاعتناء و المبالغة في رعاية تلك الفتاة اليتيمة المنذورة لخدمة بيته و القائمة في محرابها معتزلةً طيوف الدنيا ..
إنها رحمة ربنا السنية و مكانةُ مريم العلية مبثوثة في كلٍ حرفٍ نبصره إلا أن البصيرة المُغيبة تُفقدنا القدرة على استشعار ذلك .

(إني مهاجرٌ إلى ربي) آية 26 ، سورة العنكبوت.
قيل في التفاسير إنها جاءت على لسان لوط و قيل بل إبراهيم ، و قيل إنها هجرة مكانية و قيل بل روحية ، و في الحقيقة لا فرق يُذكر فكلاهما نبي و كلتا الهجرتين فرارٌ إلى الله !
و يذكر نبي الله أنه (مهاجرٌ) ربما إشارةً لشدةِ ما لاقاه وعظمِ من أقبل إليه و ابتغاه ، و لم يقل (ذاهب) أو (مسافر) ، فالهجرة كما أفهمها هي انتقال من مكانٍ يغلبهُ الحيف أو الفقر أو الشر أو الكفر إلى مكانٍ أجدى و أرجى بنية الاستقرار ، و الذهابُ و السفر لا يقتضيان ذلك ..
فحين شعر نبيُ الله عيسى بالخذلان صدعَ باحثاً عن أنصار ، و حين رأى لوط فساد و عصيان قومه قرر الفرار ، تشابهت الأحداث و اختلفت القرارات ، إلا أنها كانت لله و وفقاً للحال و مقتضاه .
و يهاجر لوط إلى رضا ربه ، تائقاً إليه ، راجياً تثبيته بما منّ عليه ..
و تتكاثر الضوضاء و الغوغاء حولنا و يتلوث الفضاء بسحنة الأرض ، و نُركسُ أرواحنا و نُدنفها بأغبرة الدنيا ، فأين نحنُ من هجرة الأرواح و القلوب ؟!
و أين نحنُ من اللجوء إلى الله إن مسّنا زيغٌ أو لغوب؟!
و لماذا تنتزعنا الدنيا فتغرقنا ، تورثنا ضعفاً و تسلبنا القرار ، فنتخبط تائهين في لججها ..

(و أصبحَ فؤادُ أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها) آية 10 ، سورة القصص.
حين فقدت أم موسى عزيزها استحال فؤادها نبضاً فارغاً سوى من ذِكرِ موسى و الحنينِ إليه فكادتْ أن تصرخ باسمه أمامهم لولا تثبيت الله لها ..
ذلك و هي أم نبي و حلـّت عليها منحة إلهية منحتها الصبر فكيف بنا نحن البشر العاديين حين نفقد أو نحبس أرواحنا عن روحٍ أو شيءٍ أثيرٍ فيها عزيزٍ عليها؟
كيف للبيانِ و الجنان أن ينصرفا عما مازجهما راغِمَين؟!
تالله إنه جهادٌ في طريق المكابدة البشرية ، و من هنا يجيء فضل الصبر و عظيم ثوابه و نحن في شهر الصبر و الشكر ، و لنا أن نستحضر ذلك الفضل و الثواب حينَ يصبحُ فؤادُ أيّ منّا فارغاً!

(إنهُ أواب) آية 44 ، سورة ص.
(أواب) و مازلتُ في فضاءات تأمل هذه الصفة الجليلة التي خلعها الله على عبديه (داوود) و (أيوب) عليهما السلام .
و من المفارقات الجديرة بالنظر اختلافُ حاليّ (داوود) و (أيوب) ، فالأول ملكٌ سُخّرتْ له الجبال و الطير و أوتى ملكاً عظيما ، و الآخرُ عاشَ مبتلاً بالمرض و الفقر و الفقد !
فلم ينس الأول شكر ربه و الإنابة إليه ، فلم يُغفلهُ النعيم عن الرحيم ، و لم يُطغه المُلك ليُسلمهُ إلى الجحود .
و لم يفتأ الآخرُ بالله ارتباطاً فلم تورثهُ المصائبُ كفراناً و سخطا .
فكان كلاهما أواباً رجّاعاً إلى ربه ، أي كثير الرجوعِ إلى الله.
أخطأ داوود فخرّ خاضعاً عائداً لربه ، و أنهكت البلايا أيوب فرجعَ إلى الله يرجوه و يدعوه فكانت الرحمة ..
و كثيراً ما تأخذنا أمواج الدنيا ، تلوكنا المُلمّاتُ و الذنوب ، يغرقنا هوى النفس و ميل القلوب ، فنخطئ أو نفقدُ طريقَ الرجوع ..
و في طريق الحياة يعتري الإنسانُ المرض و الهوى و الفقد و الفتنة و الخطأ ، و تبقى خفقات الوعي تسكننا لتعيدنا إلى الله ، نتشبثُ بها ، نحاول ذلك جاهدين ، نغفلُ عنها حيناً ، ثم نعود فنتصبرُ و نتصبر ، لعل الله يحدثُ بعد ذلك أمرا أو يمنحنا من لدنهُ صبرا.

ملاك الخالدي

الاثنين، 16 أغسطس 2010

فأينَ أنتَ أبا يارا ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

و رحلَ غازي القصيبي .. !
رحل بعد أن أفاضنا بكتبهِ العابقة بالدهشة و البهاء ..
اقرءوا ديوانه (حديقة الغروب ) أو رقيمه الباكي (يا فدى ناظريك ) الذي أسرجه ناعياً الشهيد محمد الدرة ، فهو من لامس جراحنا و آمالنا
، هو الذي صدَع بالحق ذات صمتٍ مريب ، هو الذي زهد بالمباهج فتواضع و عن الضعفاءِ ترافع ، هو الذي رفد الأدب فما بخل أو كسل أو جفل ، إلى أن أناخَ راحلتهُ بعيداً فانثال يقول : (أُغالبُ الآلام مهما طغت .. بحسبي الله و نعم الوكيل ) فرحم الله أبا يارا ..
(فأين أنتَ أبا يارا؟!) هذا ما اجترحتهُ بحق الفقيد ، تفضلوا:

فأينَ أنتَ أبا يارا ؟!


رحلتَ تحملُ في أعطــافـــكَ الأدبا
بعد الفيوضاتِ نجلُ الضوء قد غربا

رحلتَ فالدمعُ و الأشعارُ تســألـُـنـــي
عن دهشة الحرفِ في أسفـارِ من ذهبا

رحلتَ فسّـاقطــتْ أوجــــاعُ قافـيـتي
على شغــــافي فعفتُ الليلَ و الكُـتـبـا

كم جالَ عقلي بأطيافِ الرؤى شغفاً
و صار ينهالُ في أفــيــائهِ سَـغــبـــا

فما ارتوى خافقي من سحرِ منهلهِ
و ما انكفى الروحُ عن أوتارهِ طلبا

قلّبتُ طرفي و لونُ الحزنِ يرسمُني
و في اغترابي أرى منْ دمعهِ سببا

قــرأتـــهُ فمضى حـــرفي ليذرفــهُ
لكنما البوحُ من أحزانـــهِ تعِـــبــــا

(أبا الفراتِ)* (أميرُ الفُلِ)** عسجَدَها
تنعى ، فمن سوف ينعى فارساً وثبا؟!

(آياتُ)*** و الحقُ و الشهداءُ و المسرى
بكيتهم ، من سيبكي الحقَ والعربا ؟!

مازلتُ أذكـــرُ ما جادتْ قرائحُـــهُ
شعراً و نثراً و ما أثرى به الحُـقـبا

مازالَ مــــازالَ مازالتْ بشارتُـــهُ
تضيءُ حزنَ الفيافي تمسحُ النصبا

و تملأُ الفجــرَ أبياتاً تنـــوءُ بهـــا
مفاتنُ الكونِ حتى تنتشي طـــربا

فأينَ أنتَ أبــــا يارا تشاطـــرُنـــا
رهافةَ الحرفِ والأرزاءَ والغضبا

فأين غازي أديبٌ باسمٌ زهـــدتْ
طيوفُ دنياهُ عما كان أو كسِبا !

فـــأيــنَ أنــت أبا يارا إذا سـألـتْ
عنكَ الزوايا وناحتْ تشتكي الوصبا

فأيــنَ أنــــتَ أبا يارا إذا انكـفــأتْ
ترنيمتي و دجى الأحزانِ إذ وقبا

ماذا سأسقي زهور الصبحِ حين أرى
دموعها هل سأسقيها دماً شحـُبا؟!

بل سوف أحتارُ ما أزجي لطلعتِها
فما اجترحتَ بديعاً حيّر النُجــبــا

من بحر أندائك الزّخارِ تمنحُـنــا
إشعاعَ فكرٍ و من قيعانكَ الذهــبا

فأنتَ أنتَ هنا في كـــل قافــيـــةٍ
و كلَّ نبضٍ يراعٌ عزّ ما نضـبــا

*(أبا الفرات) قصيدة للراحل غازي رثى فيها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري.
**(أمير الفل) قصيدة للراحل غازي رثى فيها نزار قبّاني.
*** (آيات) إشارة لقصيدته التي رثى فيها الاستشهادية الفلسطينية آيات الأخرس.




ملاك الخالدي

الأحد، 15 أغسطس 2010

رمضان كريم

بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان كريم


و ها قد أتى شهر الخير و البركات ، أتى ليحملنا من حضيض الدنيا إلى سماوات البياض و الخير و الفأل ، أتى ليرتقي بقلوبنا و أرواحنا و عقولنا و أجسادنا من زيف الدنيا و انحسارها إلى رحابة رحاب الله ..
فلنستفد من كل لحظة فإن تصرّمت فلا ندري أ نعود لمثلها في العام القادم أم لا ؟!
ربنا أفرغ علينا رحمتك و عفوك و فيوضاتك و اجعلنا من عبادك الصالحين ، ربنا اكشف عنا الضر فأنت أرحم الراحمين.
كل عام و نحن أنقى و أرقى ..

الخميس، 29 يوليو 2010

التدين الجديد



بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم مقالي الذي نُشر في موقع (الإسلام اليوم) و (صحيفة جوف الإلكترونية) راجية أن ينال استحسانكم.

التدين الجديد


لم يكن ظهور (التديّن الجديد) أمراً مفاجئاً أو غريباً، فلقد جاء بعد تغيّرات عدة مر بها الفكر الديني في القرون المتأخرة، فكان نتيجة إرهاصاتٍ متراكمة، و على الرغم من الجدلية القائمة حول الإقرار بهذا النمط الجديد من عدمه، و على الرغم مما يثيره هذا المصطلح من تباين حاد في الآراء و المواقف، إلاّ أنها ظاهرة لافتة تناولتها الدراسات و المؤلفات بكثير من الاستفاضة، كما أن مظاهر الجِــدّة (التجديد) و الاختلاف الفكري على مستوى الأحكام و المفاهيم تفصحُ عن وجود (تديّن جديد) كنمط جديد لفهم علاقة الدين بالحياة، إلاّ أن ملامحه الفكرية لم تتبلور في صورتها النهائية بعد، فما زالت ملامحها في طور التراكم؛ نظراً لأن ظاهرة منظّري و قيادات هذا النمط من يُطلق عليهم (الدعاة الجُدد) ما زالت قيد التحوّل و التشكل على مستوى المجال و الخطاب.

لذا انقسمت المساحة الاجتماعية الإسلامية على نفسها حيثُ يرى البعض فيها مشروعاً لتمرير التغريب، فيما يرى الآخرون أنها المشروع الأجدى الذي ينسجم و التسارع الاقتصادي و التقني و الانفجار المعرفي، بالإضافة لدورها في رفع المستوى الأخلاقي لدى الشباب المنبهر بالحداثة.

و لعل من أهم الإرهاصات التي سبقت ظهورها -من وجهة نظري- ما يلي:
1- ظهور قيم جديدة:
حين أدّت أزمة الحداثة الغربية إلى ظهور (ما بعد الحداثة) في الغرب ساهمت هذه الأخيرة بإعلاء بعض القيم حيثُ ساهمت بعض الحركات الدينية هناك في بلورتها لتتماشى مع الرأسمالية الغربية في إطار علاقة جديدة ما بين النظام الديني و الاقتصادي، فظهرت قيم جديدة كالإدارة، والنجاح، والإنجاز، والإتقان، والتنمية، والجدية و غيرها كقيم معرفية جديدة محايدة ذات هامش متّسع مرن، فكان الانفتاح المفاجئ المزدوج معبراً جيداً لوصولها للشرق، فكانت محطّ إعجاب الإسلاميين في نهاية الثمانينيات الميلادية، كطارق السويدان، و محمد الراشد، و محمد العوضي، و غيرهم، فعملوا على ربط الالتزام بهذه القيم، و من ثم حاولوا صياغة التزام جديد على ضوء هذه القيم التي أسرجوها كقيم إسلامية أصيلة، بمعنى أنها بضاعتنا رُدّت إلينا، كسعي الدكتور طارق السويدان للتدليل على أن العادات السبع التي ذكرها (كارنيجي) في كتابه الشهير (العادات السبع الأكثر فاعلية) عادات امتلكها المسلمون في الإسلام قبل أن يكتشفها كارنيجي.

2_ظهور المتدين الجديد:
المتدين الجديد في الشرق أو ما أسماه (باتريك هايني) بـ (المتدين الرابح) الذي يتميز بمرونته و همته وانضباطه، يتوق للنجاح و الإنجاز، يسعى دائماً لاكتساب الخبرات و تعزيز الذات، و يجد متعته في مساعدة الآخر (القريب و البعيد)، و الإحسان إليه، و التفاعل معه، حيثُ ظهر هذا النموذج في مرحلة ما بعد الجهادية في مصر بدوافع سيكولوجية على مستوى الفرد و أيدلوجية على مستوى الفكر حين ظهرت أدبيات جديدة تندرج تحت ما يُسمّى فقه (المصالح و المقاصد).

و لعل المفكر الراحل عبدالوهاب المسيري -رحمه الله- الذي يُعدّ أحد منظري الفكر الإسلامي الجديد بلور في كتابه (معالم الخطاب الإسلامي الجديد) أهم معالم هذا الفكر.

و لعلي أُجمل أهم ملامحه فيما يلي:
1- التجديد:

فالتدين الجديد ينطلق من فكر (جذري توليدي استكشافي) كما أسماه المفكر الراحل، بمعنى أن التدين الجديد يعود للمنظومة الإسلامية لاستبطانها و استكشافها؛ لتوليد إجابات حول الإشكاليات و التساؤلات الجديدة التي أنتجتها الحداثة، بالإضافة إلى المحاولات الرامية لتجديد الفقه من الداخل انطلاقاً من أرضية إسلامية.

2- الانفتاح:

الانفتاح على الحداثة الغربية، انفتاحاً نقدياً تفاعلياً، سعياً للاستفادة منها دون الذوبان فيها، كما أن كسر السياج المعرفي و تبديد التوجس الغربي و الانكفاء الإسلامي كان وراء هذا التوجه الجديد.

3- التنوّع الحضاري:

و ذلك بقبول التدين الجديد للتنوّع الحضاري الديموغرافي و العلمي و الثقافي في إطار إسلامي عام.

4- الخطاب الدعوي الحديث المتجدّد:

نقد الوسائل الدعوية التقليدية و التقليل من نجاعتها، و السعي لتجديد الوسائل الدعوية و تحديثها، و الاستفادة من الإعلام الحديث بكافة أشكاله أدّى لظهور أنماط دعوية جديدة كـ (المسرح الإسلامي) و تنميط أخرى مستجلبة كـ (اليوتيوب الإسلامي) مثلاً.

و من أبرز الإشكاليات التي تواجه التدين الجديد -من وجهة نظري- ما يلي:
1- إشكالية النظرية و ارتباك التطبيق:

نظراً لجـِـدة (أي لكونه جديداً) الجانب التنظيري و مروره بطور التحول و التشكل أدّى ذلك لارتباك في الجانب التطبيقي؛ نظراً لعدم وجود أرضية فكرية واضحة مكتملة، على الرغم من الانبهار الجماهيري بقياداتها (الدعاة الجدد).

2- الاصطدام:

و في السياق التنظيري ذاته نجد أن محاولات التجديد الفقهي جعلت أصحاب هذا النمط الجديد يصطدمون بالفكر الديني السائد و قادته، ما أدى إلى رفض حادّ أفقده شريحة اجتماعية مهمة و إيجاد نوع من المناوأة التي خلخلت استقراره و أجّلت اكتماله.

3- التوجس العالمي:

كان السطوع الإعلامي لبعض الدعاة الجدد في بعض الفضائيات، و النجاح في استيعاب و استقطاب الجماهير، سبباً في مجابهة جهات إعلامية عالمية لأولئك الدعاة بدوافع معروفة فسعت لتغييبهم بإقصائهم و ابتكار و ترويج برامج مُلهية؛ توجساً من كل ما هو إسلامي، و خشية ارتفاع المنسوب الأخلاقي لدى الشباب الذين استطاع الدعاة الجدد التأثير عليهم.

إذن أستطيع القول إن التدين الجديد ظاهرة نشأت في مرحلة انكسار و انبهار، أوجدت شعوراً بضرورة نقد العقل السائد و استحداث و استجلاب ما من شأنه الارتقاء بالنفس المهيضة و رأب التصدعات التي التهمت الشرق في القرون الأخيرة، انطلاقاً من الثوابت العقائدية؛ سعياً للنهوض بالذات الإسلامية وفق فكر متجدّد و بشكلٍ جديد


ملاك الخالدي

السبت، 17 يوليو 2010

جائزة الشباب العالمية

بسم الله الرحمن الرحيم

جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي


تشرفتُ هذه السنة بكتابة حفل (جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي) في دورتها السابعة و قامت فرقة الأمواج البحرينة بآدائه ، و هذه السنة هي السنة الثانية على التوالي أقوم فيها بكتابة أوبريت حفل التكريم هذه الجائزة العالمية ، و قد رعى ملك البحرين الشيخ : حمد بن عيسى آل خليفة حفل التكريم و قد كان الحفل في المنامة يوم الخميس 3 8
1431هـ ، و كان بودي نقله مباشراً لأسعد بمشاهدته إلا أن قناة فور شباب ستبثهُ مسجلاً قريباً إن شاء الله.
و كنتُ مغتبطة جداً حين علمتُ أن مفكرنا الرائع : عبدالله بن بيّه هو الفائز بجائزة أستاذ الجيل ..
لا أستطيع وصف سعادتي و أنا أثني بحروفي المتواضعة على من أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الدين الحنيف ، و قد شعرتُ بأن حروفي ضئيلة جداً أمام عظمة ما قدموه .

و الفائزون هم :
جائزة أستاذ الجيل : المفكر عبدالله بن بيّه من موريتانيا
جائزة التأليف: الدكتور عمر الأشقر من الأردن
جائزة المحاضرات : الدكتورة فاطمة نصيف من السعودية
جائزة تلاوة القرآن الكريم : المقرئ توفيق الصائغ من أريتيريا
جائزة الإعلام : المفكر فهمي هويدي من مصر
جائزة الإنشاد : الفنان سامي يويف من بريطانيا
و اخترتُ ألفاظاً بسيطة و سهلة لتتماشى مع اللحن و ليسهل آداؤها ..
تفضلوا:
(نجوم الشرق)
هنا سنشدو حروف السعدِ أشعارا
و ننشر الخير في الآفاقِ مدرارا
هنا أتينا و كان الحبُ جامعـَـنَـا
و خفقةُ القلبِ للأحبابِ قيثارا
هنا ثقافاتُ أوطانٍ قد اجتمعت
لتسرج العلم و الأفكارَ أنهارا
أهلاً بكم يا رموز الفخر في وطني
بكم بلادي تضيء اليومَ أنوارا

*******

يا سيد الجيل (عبدُ اللهِ) يا علماً
أزجى النفوس إلى أسمى معاليها
منحتنا الفكر في أرقى معالمهِ
يا من أضأت لنا الدنيا و ما فيها

******
و مبدعٌ يقرأُ القرآن مغتبطاً
بذكر ربي و للشبّـانِ نبراسُ
(توفيقُ) يا سيد الترتيل يا أملاً
يهفو له في سواد الظلمةِ الناسُ

*****

يا شمعةً تملأ الأركان خير رؤى
محاضراتٍ و تسقي النشأ إيمانا
بـ (فاطمهْ) سوف نمضي للعلا فخرا
و تشرقي في سماء الحقِ عنوانا

******

و أنت يا سيد التأليفِ يا (عمرُ)
أسرجتَ كل نفوسِ الناسِ للقممِ
بذلت فكراً و تبياناً و ما تعبتْ
يمناكَ عن خدمة الأفكارِ و القلمِ

*****
و فيلسوف الرؤى و الفكر إنّ لهُ
في ساحة الفكرِ و الإعلامِ إيوانُ
(فهمي) هنيئاً لنا ما كنتَ تصنعهُ
فأنتَ نورٌ و للأخيارِ تبيانُ

******

و ذلك الصوت ما أحلى عذوبتهُ
فليهنأ الفن يا (سامي) بكم أبدا
ملأت أسماعنا فنّـاً يطوفُ بنا
في عالمٍ بالهدى قد قام و انفردا

******

أنتم نجومُ بلاد الشرق قاطبةً
يحق للشرقِ أن يزهو بكم فخرا
عطاؤكم يبهرُ الأرواح منذ مضى
ليملأ الأرض من ألوانه مطرا
مباركٌ لبني الإسلامِ ما بذلتْ
أرواحكم و تهانينا لمن حضرا
و لا نقول لبحرين الشموخ سوى
حماكِ ربي و من أعماقنا شكرا



*****
ملاك الخالدي

الخميس، 17 يونيو 2010

صدور مجموعتي القصصية

(لا تبيعوا أغصاني للخريف)

صدرت بحمد الله مجموعتي القصصية بعنوان (لا تبيعوا أغصاني للخريف) ، عن دار "رواية" للنشر و التوزيع

و احتوت المجموعة القصصية على ثلاثين قصة ما بين قصة قصيرة و قصة قصيرة جداً ترسم صوراً اجتماعية و إنسانية و وجدانية بلغة شعرية تراوحت مابين ما بين السرد المباشر و الإيحائي .
كما في قصة (لا تبيعوا أغصاني للخريف) : "نمى في تفاصيلي المرهقة و تضاريس المدى الداكن فكان أجمل الأزهار في قلبي و أكثرها حزناً ، أسرجتهُ بلا مواربة رغم الموت المزروع في أعينهم ، رغم الخوف الذي اختارني لزمنٍ باهظ"


و قمت بإهداء الإصدار لمنطقة الجوف حيثُ كتبت:
إلى (منطقة الجوف) شمال القلب أهدي هذه الخفقات !

و ستكون قريباً في الأسواق بإذن الله.

الجمعة، 4 يونيو 2010

أيها الحجر



بسم الله الرحمن الرحيم


أيها الحجر

لطالما رسمتُكَ في تفاصيل المدى ، أبصرتُك رغم المسافات المضرجةِ بالبـُعد ، شعرتكَ نبضاتٍ متسارعة تملأني بالفخر و أنت تملأُ أولئك بالرعب المستطير .
هل تذكر الأمل الذي بثثتهُ روحي فصرتُ أهذيكَ على أوراقي و أُخفيك في أعمق أعماقي؟!
هل تذكر قصائدي المفتونة بالحزنِ و الغضب ؟
هل تذكر حنيني لزيتونكَ الطاهر و تراتيل الأمان على جبينك الوضيء؟!
هل تذكر حين أبرقتُ لك دموعي ذات شتاء :
فإلى متى سأرى على الطرقاتِ أطلال البيوتْ؟
و أرى كروم الخير في المسرى و زيتوني يموتْ؟

أيها الحجر ..
و هل تذكر حينَ أسرجتُ لك رفيف خفقاتي فكتبتُ على صفحة الليل:
ناجيتُ أركانكَ الحيرى و لذتُ بها .. لوذ الغريبِ بأطلالٍ و أمكنةِ
هل تذكر آذار الماضي حين تضورتْ غزة فتسجّت جانب البحر بعينين حزينتين تلتهمُ الوجع؟
هل تذكر كل أحزاننا التي جمعتها في ذرّاتك المثخنة ؟ فانتصبتَ بشموخٍ بأيدي الأطفالِ و الفتيةِ لتكون الأنبل و الأقسى في تاريخ الحيف البشري.
هل تذكر حين تسجّت أمي على الطريق الرمليِّ المُلتهب فتمخضتْ موتاً و حياةً لتحتضنَ خلاياها المكدودة و تنهضَ سجـّـيناً حارقاً ، لقد كنتَ الجدار الأخير في مسيرة صبرنا القارس.
هل تذكر حين كسروا عظام أخي ؟ فتركوهُ طعاماً لنزوات اللؤم في صدورهم حينها لم تسقط من يديه النحيلتين فكان الشهيدَ و كنتَ الشاهد .

أيها الحجر ..
هل تذكر حين كبـِرتْ براعم الزيتون على ضفافك فمضتْ شاهقةً يقتاتُ طلعها الجائعين و يتكئُ على زندها الجرحى و المنهكين ، لقد كنتَ الضوء و الدفء في ليالي الخوف و الرماد .
و لازلتُ أذكرُ غضبكَ الصارخ على فسائل الغرقد الأثيم ، لقد تقيأتَ جذورهُ المـُرة حين طمروهُ غصباً في أحشائكَ الطاهرة .
و مازلتَ تسكنني بثباتٍ ، تنمو داخلي عنفواناً لا يعرفُ الرضوخ ، تلهمني أغاريد تحدٍ و صبر أقارعُ بها نفسي و تقلبات الزمنِ الآسن و ألمه المستديم ، و مازلتَ ترسلني ضوءَ يقينٍ أجتازُ به منعطفات الضعفِ و التشتت و الانكسار و الحزن!
أيها الحجر ..
أحبك لأنك مدرسةُ خلود ، تتلمذتُ عليها معانٍ خضراء ، فعرفتُ أن الحياةَ كفاح و صمود و إخلاص ، و مادمنا أنقياء فلن نعبأ بحيفِ قريبٍ أو بعيد.
فمازالتْ صورتكَ في أيدي الأطفال الضامرين بوجه أكوام الفولاذِ و الحديد عالقةً في ذاكرتي مُذ بدأتُ أبصرُ وجه الحياةِ و أعيها .

أيها الحجر ..
لا أُخفيكَ فلقد سكنتَ دفاتر أشعاري بقوة منذُ عبثتُ بقلم الرصاصِ حتى مضى قلم الحبرِ يمطرُ بين أصابعي ، و في أحدها ذرفتكَ سؤالاً صادقاً :
كلُ من يهوى سيهذي العشقَ شعرا ... و أنا صغتُك يا نبضي سؤالْ
كيفَ أنساكَ و ها أنتَ هنا ... في رُبا روحي و في نبضي اشتعالْ؟!
على أملٍ و بأملٍ نكون و كن أيها الحجر بأملْ ..

ملاك الخالدي

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

و حين تساقطَ المطرُ



قبل فترة تساقط المطر فكتبتُ هذه العبارات ..

و حين تساقط المطرُ ..

و حينَ تساقط المطرُ .. أحسستهُ يعانق أعماقي المهيضة فيملأها بالاطمئنان ..
لقد تفاقم بياضهُ في روحي فنزعتُ حجاب الجفاف عن قلبي ، شعرتهُ يستشعرُ رحمة الله ، اهتزَّ من بعد جفاء فانثالت دموعي ..

و حينَ تساقط المطرُ
تنفستْ المسافات المثخنة بالوجعِ ، أفصحت التفاصيل المرهقة عن ابتسامة بيضاء و أسرجتْ الأرواحُ و الأشياءُ ابتهالات شكرٍ صافية.

و حينَ تساقطَ المطرُ
بدى كل شيءٍ في عينيَّ جميلاً صافياً فاتناً و في قلبي ضعيفاً باكياً راجياً ، حين اغتسل ببياض السماءِ انعتقَ من جبروت الأرض فتسامى خاضعاً للرحيم .

الخميس، 20 مايو 2010

الكاتبة النائمة

هذه المرة تتشرف مدونتي بأن تسرج حروف الصديقة (هنادي الفلاح) بعنوان (الكاتبة النائمة) ..


الكاتبة النائمة









يزخر العقل بفكرٍ واعٍ مثقف.. له اتجاة شرعي وله قناعات قد تكون مقتبسة من لفظة عراقة العادات فتسرب الضغوط وكثرة الملهيات يتوشحها شبح الغفلات..
ولكن! في صراع الذات.. ضاع القلم واتسعت رقعة الألم ثم لاحت كدرة البيان.. تلطخ الوضوح وغاب ما كان عنه مفصوح.. اميرة البيان وذات قلم واميرة القلم ألقاب حضدها قلمي بجدارة.. قلما تقيا أبيضا نقيا عشق لعبة الحروف واتقنها.. لكنه غاب وفي ذلك من نفسي له عتاب.. اعتاد طول الأمل وهوإن العمل واتقن تأليف الاعذار والعلل..لكنه رغم ذلك مازال يحصد الألقاب الى كل من التمس الشبه بين قلمة وقلمي ..
إليكم حكاية اللقب الجديد مازال التسويف شعارهُ ومازالت الثقة عنوانهُ إلى ان تبعثرت بقايا الحروف المتشبثة بروحه ومازال متأملاً متألما بالعطاء وقلته الى ان جفت قطيرات محبرته الحاوية على خليط متجانس من قوة الحجة وعلو الهمة ونضارة الكلمة ومازال .. ومازال .. ومازال .. إلى أن أتأه البيان التالي : ( صباح الخير ايتها الكاتبة النائمة ) تجلجلت في الأركان حتى كدت أسمع صداها يصدح في كل مكان ((( الكاتبة النائمة)))..
قويت تذبدبات الصدى عن موجة تحت سمعيه نحتاجها لرصد الزلال وتتبع نشاط البراكين حيث هذة الموجة خاصتها. قويت الى ان تصدع جدران المحبرة فتحطمت .. تلطخ نقاء القلم بخط يعلوه الشحوب أنتِ من يجب عليه ان يتوب عن الغفلات والرفلات يقلع وينوب إليكم.. قبل ان يعاتبكم القلم / ( عودوا ومارسوا تمارين الصعود حتى لو أجبرتم على السقوط)
هنادي الفلاح

الخميس، 6 مايو 2010

شمس

بسم الله الرحمن الرحيم
و انبثقتْ زاويتي (نافذة بيضاء) هذا اليوم في جريدة شمس حيثُ أشرقتْ بمقالي الأول (التعويم و التنبيط) !

انتظروا زاويتي كل خميس بإذن الله بمقالٍ جديد ..



الجمعة، 30 أبريل 2010

أشياءٌ تشبهُ الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

أشياءٌ تشبهُ الحياة


(كنتُ أناجيك)

اللحظات ..
تشربُ من أرواحنا
ماءً لا نعرفه ..
ترسمـنا بلا ملامحٍ
تخفيك عن أوردتي..
لأشدوكَ أغنيةً
لا أعرفُ تفاصيلها !


(بلون الجدبِ)
باهتةٌ أرجاءُ مدينتنا الآبقة
هذه التي تزرعُ بالحزنِ صدورنـَا
تتلو عليه يأسها
فيكبرُ أقحواناً بلونِ الجدبِ !


(ابتسامةُ أيلول)

تسلبُ أجمل خفقاتنا
و بهاء أمانينا
تمنحنا عنقودَ حياةٍ رخيص
لا يساوي ابتسامةَ أيلول
رديفةٌ الفناءِ هيَ ..
قاسيةٌ حدَّ انحناءِ الزهور!


(انطفاء)
نُـشبهُ الأريجَ
و يُشبهُنا الحزنْ
كانت أيدينا طرية
نبني بها بيوتاً من أملٍ خائن
لم تعرف هذه الأرض الساذجة
أننا نحلـُم ..
تكاثرت أشواكها
فثبنا إلى حيثُ يشتعلُ الانطفاء!

(هؤلاء يتشابهون)
تعرفـُنا الطرقاتُ الباردة
و الشتاءُ القميء
و لوثة المطرِ الداكن
و غبارُ الأزقةِ الصامتةِ
فالغرباءُ في مدينتنا يتشابهون!


(عُد كما كنت)
أخبرتني البلابلُ
أنك منحتها شيئاً من بريق عينيك
فأصبحتْ تغردُ كل صباح
إلا أنها هاجرت ..
حين حبستَ ابتسامتك عنها
عد كما كنت ..
كي تعود البلابل
و ينهمر الضياء من جديد!


ملاك الخالدي






الثلاثاء، 20 أبريل 2010

الطريق إلى الجنادرية!

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الذي لا يضرُ مع اسمه شيءٌ في السماوات و الأرض و هو السميعُ البصير ، ربنا عليكَ توكلتُ و إليكَ أُنيب ..

الطريق إلى الجنادرية !

تمضي الأيام ، و لا نستطيعُ اقتراف ذنب النسيان بحق لحظاتٍ فريدة تواشجت مع أرواحنا فمنحتها رونقاً مختلفاً جداً ، و بعد ما يقارب الشهر من عودتي من الجنادرية ، ها أنا و في إجازة الربيع أجدُ وقتاً لأجترح شيئاً مما وجدتهُ هناك ! ، و بحقٍ أقول عدتُ و لم تسعني اللغة كي أعبّر عن شعوري العارم إلا بقولي : الحياة مدرسةٌ و نحنُ تلاميذها!
عدتُ و قد امتلأتُ بأطيافِ تجربةٍ أثرتني سيكولوجياً و جعلتني أقرب عن أي وقتٍ مضى لطبائع النفوس ..
هناك التقيتُ جمعاً غير قليل من أديباتٍ و مثقفاتٍ و إعلاميات و شاباتٍ متطوعات في اللجنة النسائية للمهرجان ، كنتُ سعيدة حقاً بكل تلك الأرواح على اختلافها .

فلنبدأ السفر :
لم أعلم أنني سأكون في رحاب الجنادرية إلا قبل السفر بيومٍ واحد! ، و في ذلك اليوم كنتُ على موعدٍ مع صديقتي الأثيرة إلى نفسي (شذا المفرج) بالتعاون مع الرائعة (شذا الضويحي) فلقد أعدّتا لي حفلاً بمناسبة صدور ديواني الأول ، ما أسعدني بشذا و شذا ! و بالأخوات الحاضرات جميعاً ، و أي حرفٍ سيبدو أقل من قدركن يا صديقات القلب و إليكم (تورتة الحفل) :


حينَ عدتُ إلى المنزل ليلاً أسرعتُ إلى غرفتي لألملم أشيائي في حقيبتي فغداً في أول الصباح الباكر ستمضي بي و أخي الطائرة إلى الرياض المضيء ..
لم أشعر بالارتياح إلا حينَ جلستُ و شقيقي في صالة المطار أنتظرُ الرحلة ، حينها تبخرَ كل إرهاقٍ و قلق !
استقبلونا في المطار استقبال الكرماء و أودعونا فندق (قصر الرياض) ، كانت نفسي تتوقُ بشوقٍ لمعرفة أجندة المهرجان فلم يخطر ببالي بأنني سأحضره هذه السنة لذا لم أكن على علمٍ كافٍ بأنشطة المهرجان ، هاتفتُ الأستاذة المسئولة عن الضيفات و وعدتني بإرسال منشورات حول الأنشطة الثقافية النسائية للمهرجان .
و كعادة ملاك ! لم أنتظر طويلاً و سبرتُ حاسوبي فلم يبخل عليّ السيد جوجل بموقع المهرجان و انثالت أمامي أنشطة المهرجان الثقافية و الفكرية ، إذن اليوم الخميس سيرعى صاحب السمو الملكي الأمير : متعب بن عبدالله آل سعود _حفظهُ الله_ حفل افتتاح الأنشطة الثقافية في قاعة الملك فيصل !
(1)
بعد صلاة المغرب توجهنا لمقر الحفل ، نزلتُ أنا في القاعة النسائية و ذهب أخي لقاعة الرجال ..
يا الله ... المكان خالٍ سوى من امرأة واحدة ، هذه المرأة كانت صاحبة الروح الشفافة الدكتورة إقبال العرفج إحدى مسئولات اللجنة النسائية للمهرجان ، لم يحضر الحفل سوى سبع نساء تقريباً ، و لعلي أضعُ عذراً هنا لعدم تواجد الضيفات و ذلك لعدم وصول البعض منهن إلى الرياض و لعدم معرفة الموجودات عن الحفل ، فهو ضمن الأنشطة العامة و ليست النسائية لذا لم يكن مذكوراً في منشورة الأنشطة النسائية التي وُزّعت على الضيفات ..
بعد انقضائه جلستُ في لقاءٍ جميلٍ مع الدكتورة إقبال و ثلاث إعلاميات من بينهن الرائعة ميسون أبو بكر ، بعدها كانت ندوة عن الشخصية المكرمة و هو العلامة عبدالله بن إدريس، لم أتمكن من حضورها كلها فلقد كان أخي متعباً ، و كنتُ مستحضرةً عناء السفر فعدنا إلى الفندق بانتظارِ يومٍ جديد .
(2)
نهار يوم الجمعة لم يكن هناك أي نشاط ، لذا ذهبتُ و أخي لمكتبة جرير لشراء بعض الكتب و بعد المغرب كانت الندوة الكبرى ، التي ستبقى معي لزمنٍ طويل ! ، ندوة (القيم الإنسانية المشتركة أساساً لتعايش الشعوب و حوار الحضارات ) و كانت لمجموعة من المفكرين الكبار على رأسهم العلامة : عبدالله بن بيه من موريتانيا ، حميدة النيفر من تونس ، عطاء الله مهاجراني من إيران ، خليل جهشان من أمريكا و آخرين ، و بالطبع كان الحضور في قاعة الرجال عريضاً و على أعلى المستويات و لم تحضر من النساء سوى أقل القليل ، و كنتُ في أسفٍ لخواء القاعة النسائية ..
بحق استفدتُ جداً من الندوة و دوّنتُ الكثير من النقاط المهمة التي فتحت منافذ الفكر لدي ، و لازلتُ أذكر تلكم الجملة المؤثرة التي بدأ بها العلامة بن بيه : ( ما بالُ الإنسان أصبح يضيقُ ذرعاً بأخيه الإنسان) ! ..
(3)
ثالث الأيام عقدت لنا اللجنة النسائية لقاءً تعريفياً مع منسوبات اللجنة و الأخوات الضيفات من داخل و خارج المملكة ، قامت كل واحدة بتعريف نفسها ، و بعد أن عرّفتُ بنفسي وقفتُ و ألقيتُ قصيدة عن الرياض المضيء كنتُ قد نظمتها فور وصولي و إليكم القصيدة :
جئنا و صوتُ بهائها يترددُ ... ضوءاً و مطلعُ حسنها يتوقدُ
جئنا و حادي القلبِ نفحُ عبيرها ... و سماؤها للآبقين تغردُ
جئنا و نبضُ قلوبنا متأهبٌ ... نحو العناقِ و شوقنا متوردُ
جئنا إليكِ يا رياضُ يزفنا ... شوقُ اللقاءِ و بسمةٌ تتجددُ
فعلى رباكِ أشرقتْ آمالـُنا .... و أرى شعاعَ حضارةٍ يتفردُ
أنتِ سماءُ حضارةٍ و عراقةٍ .... كل النفوسِ إلى رحابكِ توردُ
يا طلعة الصبحِ الشفيفِ خذي دمي .... شوقاً و زفي شهقةً تتمردُ
و خذي اشتعالات الأريج بخافقي .... بوحاً فإن لهيبَ نبضي مُجهدُ
هيا اسكبيهِ على مفاتن جيدها ... فأنا و ربي في الغرامِ مُقيـّـدُ
مهلاً رياضَ الحبِ جئتُ متيماً ... أشدو و يشدو في عروقي الموعدُ
ما جئتُ إلا و الحنانُ يضمني ... و شذى المحبةِ في ثراكِ يرقدُ
ما جئتُ إلا و البياض يحفّني ... لله أنتِ للسماحةِ
محتدُ

بالطبع تعرفتُ على الأخوات و كنتُ مبتهجة بهن حد السماء !

مساءً اتجهنا بالحافلة (نحن الضيفات) إلى مقر الحفل النسائي ، حيثُ كان على شرف و بحضور الأميرة : حصة بنت طراد الشعلان ، حرم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، و قد كان الحفلُ خاصاً للمدعوات من إعلاميات و أكاديميات و نحن الضيفات ، و هنا أسجل إعجابي بكلمة الدكتورة : هند الخثيلة حين أطلقتْ مشاعرها في عقد وفاءٍ نثري فريد بعنوان (أنثى .. في حضرة الوطن) ..
و استمتعنا بالأوبريت الذي كان من كلمات الزميلة الشاعرة : لمياء العقيل ، (و كنتُ قد التقيتُ بها مُسبقاً قبل هذه المرة فلقد كانت إحدى الزميلات الفائزات في مسابقة الوطن في عيون الشعر) .
و يجب أن لا أنسى المربية الفاضلة : جواهر العبدالعال ، رئيسة اللجنة الثقافية النسائية و جهودها لإنجاح الحفل ..
الأمسية اليتيمة:
بعد الحفل خـَلت القاعة سوى من نساء معدودات على الأصابع ! ، و قد بدأت الأمسية الشعرية و القاعة شبه خاوية ، كانت أمسية رائعة بحق أحيتها الشاعرة الأردنية الكبيرة: نبيلة الخطيب ، و الشاعرة الصديقة الرقيقة: نادية البوشي ، و الشاعرة زميلتي في شبكة رواء الأدبية : خالدة باجنيد ، و أدارتها الأستاذة: هيفاء القحطاني من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ، شكراً للشاعرات الجميلات على إصرارهن على البوح رغم تصحر المكان من الأرواح !

(4)
الأحد كان لابد أن نعود للجوف و لكن الرحلات و ما أدراك ما الرحلات حالت دون ذلك ، و لعل في الأمر خير فلقد حضرنا الندوة (العملاقة) التي كانت تحت عنوان (السلفية .. المفهوم ، المراحل و التحولات) و التي كانت على جلستين طوال خمس ساعات ، ترأس الندوة الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان (عضو هيئة كبار العلماء) و أداراها الدكتور: عبدالرحمن الزنيدي (الأستاذ المشارك بجامعة الإمام) ، و حضرها حشد كبير من العلماء و الأكاديميين و المثقفين و كالعادة كانت القاعة النسائية خاوية على عروشها !
أبرز المفكرين في تلك الندوة : د. صالح بن حميد ، د. رضوان السيد ، أ. محمد حسن الأمين ، د.عبد الله البريدي ، أ. هاني فحص ، د.عصام البشير و غيرهم .

و عند الرحيل:
كان بودي لوبقينا هناك حتى آخر يوم لأحضر جميع الندوات ! ، لكن كان ثمة ما يدعونا لأن نعود إلى الجوف ، هنا .. لا أريد التحدث عن حكاية العودة و ما حدث في المطار و تأجيل الرحلة ، لأنني لا أريد أن أفسد الذكريات الجميلة التي قضيتها هناك ! ، المهم .. و بعد ليلة طويلة و صباحٍ شاق في المطار تمكنّا من دخول الطائرة للعودة إلى الجوف ، وصلنا الجوف ظهر الاثنين و غرقتُ في نومٍ طويل !

هكذا باختصار قضيتُ أربعة أيامٍ حافلة ، حمداً لله على أن يسر لي الذهاب و أكرمني به ، شكراً لرئاسة المهرجان على استضافتهم لنا و كرمهم معنا ، شكراً لهم على الأنشطة الأكثر من رائعة ، شكراً لأخي العزيز ، شكراً لكل القلوب النقية ..


الاثنين، 22 مارس 2010

اليوم العالمي للشعر: احتفال بالأمسيات الإلكترونية على طريقة الشاعرات




اليوم العالمي للشعر (الحادي و العشرون من مارس): احتفال بالأمسيات الإلكترونية على طريقة الشاعرات



ملاك الخالدي: المواقع الأدبية مساحة جيدة للأدباء وتطلعاتهم ورؤاهم في هذا اليوم

أحلام الحميد: المرأة المبدعة تحتاج لمزيد ثقةٍ بنفسها..

هند المطيري: سننصب صيوانات عزاء تليق بالمناسبة

هاجر شرواني: يكفي الشعر عبقه الجميل


أبها - مريم الجابر

ليس للشعر لحظة ميلاد يعرفها التاريخ، ولا لحظة فناء، يوم الشعر هو توقيت زمني مناسب فالقصيدة الجميلة الخالدة هي موجود كوني، لا عمر له ولا جسد، وإنها صوت الروح، الذي يقتحم أسماعنا أو محاجرنا، في حالاتنا المتناقضة، فنبكي بلا سبب، أو نشعر ببرودةٍ عارمةٍ وقت الهجير، وبهزة كهربيةٍ ضافية، أوقات الصمت أو النعاس.. هذا هو الشعر الذي يعيش، والحقيق بأن نحتفل به. سيكون يوم الشعر يوماً مميزاً، حين تعمّق المؤسسات الإعلامية والأندية مفاهيم عالمية الشعر، وبراءته الأزلية، من الانتماء المحدد لزمنٍ أو مكان، أو جنسٍ أو حضارةٍ أو لغة، وأن تتبنى وتدعم كل المجهودات والمحاولات التي ترمي إلى تخليصه من النظريات السقيمة التي تغلق نوافذه الجميلة المطلة على حياتنا، وأن تبرز صوت المرأة الشاعرة، التي ما زال الكثير يخلط بين عدم حضورها كصوتٍ مسموع وكلمة مقروءة، وبين وجودها أصلاً كموهبةٍ حقيقية حية وفاعلة!

تقول الشاعرة ملاك الخالدي: يوم الشعر العالمي احتفاء بإنسانية و ومشاعر الإنسان في هذا الوجود، فالشعر هو صوت البشر جميعاً، إنه انعكاس لخفقاتهم وتطلعاتهم وآلامهم، لذلك هو إطلالة نورانية جميلة تسري في القلب فتمنحنا أسعد اللحظات، كما أنه قد يقطع وحدتنا واغترابنا الثقافي والوجداني في مجتمعات لا تعبأ كثيراً بالشعر الفصيح. وتضيف: بالطبع أتشاطر مع زميلاتي الأديبات جمال هذا اليوم، نتبادل البوح والأمل لنجدد العهد بالشعر الذي انفلق في أرواحنا ليملأها بياضاً ويلوّن مساحات الوجود بالبهاء وبالتأكيد سيكون لنا تواجد في الأنشطة التي تقيمها المؤسسات الثقافية احتفاء بهذا اليوم، فأمر طبيعي جدا أن تقام أمسيات وندوات احتفاءً بهذا اليوم، إلا أن ذلك يعتمد على مدى إمكانية إقامتها كما أنه يعتمد على نشاط المؤسسات الثقافية في الساحة كما أن الشبكة العنكبوتية ستكون على موعد مع هذا اليوم، وستكون المواقع الأدبية مساحة جيدة للأدباء وتطلعاتهم ورؤاهم في هذا اليوم وتشير بقولها: المشاركة في هذا اليوم جزء من إنسانيتي كإنسانة قبل أن أكون شاعرة، فالشعر صوت البشرية الأصدق والأجمل، كما أن ذلك من الوفاء لذاتي ولسماء الشعر البيضاء، فالشاعرة بدأت تأخذ مكانها في المجتمع وهذا انعكاس للوعي المتنامي في مجتمعنا، إلا أن الكثير من العقبات مازالت تعترض طريقها، هذه العقبات قد تؤدي إلا انكسار صوت الشاعرة نتيجة لشفافية كيانها الذي قد ينزوي في مواجهة أول عقبة إلا أن ذلك وفي حالات جميلة قد يكون دافعاً لعزف المزيد من البوح المضيء والتوهج لتبديد الظلام و نشر البياض.

في حين ترى الشاعرة أحلام الحميد أن الشِّعر هو غِناءُ الرُّوحِ، وشَجَنُ الفُؤادِ، وتَنَاغُمُ القلوبِ مع الحروفِ الراقصة.. هو نَفْثةُ المحزونِ، وتحليقهِ عبرَ المَدَى؛ حيثُ اتّكاءة الحلمِ على رفيفِ الغيمات.. وحين يحلُّ يوم الشِّعر العالمي، فإن شعراءَ العالمِ على موعدٍ حميمٍ مع يومٍ يُشعِرهُم بِعِظَمِ إِبْدَاعِهِم على جميعِ المستويات، وبأنّ هذا النَّزف إحساسٌ مشترك بين جميع أرواح مبدعيه، وبأنه قضية مشتركة - لا تَرَف - للتعبيرِ عن الذاتِ والأمَّة، وهو يومٌ يحثّنا على مزيدٍ من الاهتمام بهذا الكائن الفريد على جميع الأصعدةِ المحلية، والعربية، والعالمية، وبأن هذا الفنّ العظيم سيظلّ المتربّع على قِمَمِ عروشِ مُعْجَبِيه على مرِّ العصور والأزمنة.. الشِّعر بالنسبة للشَّاعرة حاجةٌ ملحّةٌ، وملاذٌ للتنفيس، وإعادة الاتزان إلى كيانها الروحي، هو مُحتفلٌ به في كل وقت، وكل لحظةٍ تتدفق بها مشاعرها، فالشَّاعرة تحتفلُ بطريقتها مع كلِّ ترنيمةٍ، وكلّ قصيدةٍ عميقة سَكَبَتْها من أغوارها..أما عن المساهماتِ الشِّعرية من المؤسسات الثقافية للاحتفاء بالشِّعر والشعراء في هذا اليوم،؛ فقد أقامت جامعة الأميرة نورة العام الماضي أصبوحةً شعرية احتفتْ بها بعدة شاعرات كنتُ إحداهن، وكذا نادي الرياض الأدبي.. وهذا العام تزامن يوم الشعر العالمي مع مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة؛ حيث الأمسيات الشعرية والأدبية والنقدية..

وتضيف: وبالنسبة لي كشاعرة فإني أرحّب بكل دعوةٍ لمشاركة أصدقاء الحرف والنَّزف في يومهم على مستوى الأمسيات الشعرية، أو المشاركة الصحفيّة، أو عبر الفضاء الشبكي.. وأما الشاعرة اليوم فهي في حال أفضل من الماضي؛ فمحافل سكب الإبداع.. وتطويره وتنميته في إطار ديننا وعاداتنا وتقاليدنا موجودة ومتوفرة، فالمرأة المبدعة تحتاج لمزيد ثقةٍ بنفسها.. وبعض نشاطٍ يدفعها للحضور والمشاركة في هذه الأماكن التي تحتفل بها وتدعمها وتشجعها، ونصيحتي للشاعرات ألاّ يكتمن إبداعهن.. فقد حان الوقت ليبرز صوت المرأة السعودية المبدعة ذات التوجّه المعتدل.. المتزيّنة بلباس الحشمة؛ لوجود هذه المحافل التي تقدّم لها الرعاية والنشر لإبداعها.. والتعريف بها.. في إطار يليق بالمرأة المسلمة المحافظة..

وتؤكد الشاعرة هند المطيري على أن اليوم العالمي للشعر، عنوان أكبر من المناسبة، على الأقل، هنا في المشهد الثقافي السعودي، حيث يغيبُ الشعر عامة والفصيح خاصة عن اهتمامات الأندية الأدبية وعن قراءات النقاد. لقد شغل السّرد الجميع هذه الأيام، فصار موضة العصر التي استأثرت بالقراءات النقدية والأطروحات الجامعية على السواء. أمّا قُرّاء الشعر ونقاده، الذين يخشون السير عكس التيار, فصاروا يمدون اليد إليه على استحياء، قاصرين الهمة منه على الشعر النبطي؛ فهو المقبول المرغوب الذي ترصدُ له الملايين وتحملُ باسمه البيارق.

هذا ما يخصُ الموقف العام من الشعر، أمّا ما يخصّ التفاعل الثقافي مع اليوم العالمي للشعر فلعلي لا أجاوزُ الحقيقة حين أقيسه بحجم التفاعل الاجتماعي مع اليوم العالمي للمرأة هنا في السعودية تحديدا، يعني تفاعل درجة الصفر. ومن شاء برهانًا على ذلك فليتوجه بالسؤال إلى وكالة وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الثقافة عن الفعاليات الثقافية الرسمية المعدّة لهذه المناسبة العالمية، في هذه الأيام التي شهدت الكثير من الفعاليات الثقافية، بدءًا بمعرض كتاب الرياض2010 وانتهاء بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية25". فإن كان الجواب إيجابًا فسوف نحتفلُ - نحن معاشر الشعراء - كما لم يسبق لنا الاحتفال من قبل، وإلا فسوف ننصبُ صوانات عزاء تليق بالمناسبة، وسوف أتقبلُ - أنا شخصيّا - العزاء في باكورة إنتاجي الشعري؛ ديواني (أنثى بروح المطر) الذي ولد منذ أسبوعين في معرض كتاب الرياض ومازلتُ أستقبل المهنئين به.

وتشاركنا الشاعرة هاجر شرواني برأيها فتقول: يوم الشعر العالمي ليس كباقي الأيام على كثرتها وأهميتها فيوم للمرأة ويوم للعمال و..الخ.. يوم الشعر يعني أن الوحي مازال ينهمر أو بتعبير أدق يجب أن ينهمر، غير أني أحسب أن الشعر لا يختصره يوم واحد فكلما كثرت الأيام والاحتفالات كلما قلل ذلك من معنى الشعر يوم الشعر يعني أن الشعر يحتفي بنا إذ يمنحنا فرصة لاستنشاق الحياة، فاحتفالي به يعني بأن أحب أكثر فالحب هو الوعي الدائم الذي يحفظ للشعر عالميته وتضيف: أتمنى المشاركة بشكل أكبر لكن الظاهر أن المجاملات هي الصياغة الأكيدة لكل تلك المناشط ثم أني لا أحب الرسميات أنا شاعرة تنتظر المداد من الشعر ولا ينتظر مني الشعر الاحتفاء، وحول تقييمها لوضع الشاعرة اليوم تقول: لم لا نقول تقييمك للشعر اليوم وحينها سأقول لا وضع له.. نعم تحدثي عن القصة والرواية ثم تحدثي عن الرواية المرئية – أعني الرواية المسلسل - ولا تنسي أن تتحدثي عن ال ق . ق . ج وهكذا وأما الشعر فيكفيه عبقه الجميل.

http://www.alriyadh.com/2010/03/20/article508148.html


الخميس، 11 مارس 2010

(غواية بيضاء) في معرض الكتاب




كنتُ هناك .. في الرياض عاصمة الكتاب و الألق ..

كنت هناك على مدى ثلاثة أيام لأشارك في احتفاء الرياض بمعرض الكتاب الدولي !

كنتُ هناك لأكون بالقرب من ديواني الأول و الأثير إلى نفسي (غواية بيضاء) ، الذي شارك هذه السنة في المعرض كأول ديوان شعر فصيح لشاعرة من الجوف ..

كنتُ هناك أطوف بين الأجنحة بفرح و انتشاء لأقتني أسفار الفكر و الأدب ..

كنتُ هناك أعيشُ لحظاتٍ تختلف .. لحظات مفعمة بنشوة لا نظير لها ..

كم أحب (الكتاب ) !

حب الكتاب نعمة عظيمة لا أملك إلا أن أقول: اللهم أدمها من نعمة و احفظها من الزوال .

الخميس، 11 فبراير 2010

ضوءٌ سماوي

(ضوء سماويّ)


لليتيم الذي أصبح أباً لكل الناس ، للذي أبتهُ مكةَ فحملَ الناس في فؤاده الرحيب ، له تنثالُ حروفي :


خبـّـر فؤادي كيف أَحكمـهُ الهـوى
أم كيفَ في بحر الحنين يباتُ ظـامْ؟!

خـبّـر فـؤادي إن قـلبي لم يـزل
بـاكٍ فلا سـلـوٌ يزورُ و لا ينــامْ

خبـّرهُ يا نوراً تضمّـخَ في دمــي
خبرهُ يا أملاً بأضــلاعي أقـــامْ

لمَ كلُّ هذا الكون تاقَ لمقلـتـيــكَ
لم كلهم في ذِكر شخصكَ في هـيـامْ؟

لم كـُـلُّ هذا الكـون كبـّـر حينما
أشرقتَ شمساً فانتهى عصرُ الظلامْ؟

لمَ يا محمد ما تزالُ بفـكــرتـي
و لمَ فؤادي عن فؤاد سواك صامْ؟

أشعلتَ في روحي مشاعلَ للهـدى
و أقمتَ للتقوى بنبضِ دمي مقـامْ

حتى عشقتُ الحِـبر دهراً بعدمـا
مزقتُ أوراقي و مات بيَّ الكـلامْ

ماذا أقولُ و هل أجرُّ عبــارتـي
في فيضِ أقوالٍ يداعبها الزُحــامْ

ماذا أقولُ و مات حرفي عـاجـزاً
لا الميمُ يسعفني و لا ألــفٌ ولامْ

و رأيتُ قدرك قد تجاوز جملـتي

و النظمُ كلَّ و كلَّ ما يبدي الأنامْ
ملاك الخالدي _ الجوف

الخميس، 28 يناير 2010

لقلبكِ العزاء

بسم الله الرحمن الرحيم


النزفُ أكبرُ من الحرف يا .. هدى ..

يا سحابة الوفاء في حياتي الصغيرة !

عندما أجدبت فضاءاتي

وجدتكِ الماء الأبيض

الذي ملأ الأرجاء بالياسمين ..


و بالأمس تفجعين كياني

برسالتك المحمومة:

(ملاك أمي ودعتنا آه ) !


أقسى حروفٍ مرت بي منذ زمن ..

الغالية : هدى .. أو كما تتسمين دائما (أنين الضمير)

ماذا أقول ؟؟

لا شيء سوى حفنة من الدموع الملتهبة

و أنينٍ باذخ الوجع

و كلماتِ مرتجفة : عظم الله أجرك .. و جبر خاطرك .. و ربط على قلبك .. و أسكنها فردوسه الأعلى ..


رحمكِ الله يا أم حسن !!

فلطالما دعوتِ لي بكل جميل ..

و يكفي أنكِ أنجبتي (هدى) .. الصديقة الأكثر بياضاَ في ذاكرتي ..


ملاك

الجمعة، 22 يناير 2010

اغترابُ روح

هنا قصيدة قديمة ، أجهشتُ بها حين فاضت غربتي على مقعدي في صفنا الصغير.

(اغترابُ رُوحٍ)

قالوا: رفاقــك للأفـراحِ أســـبـــــابُ
فـهمُ صفاءٌ لبوح الســــرِ ســـردابُ

بحثتُ في الكونِ في قلبي و ما فتئتْ
دقاتُ قلبي فلا إلـــــفٌ و أصحـــابُ

فذاك يتبعُ أخطـــائي و يحســبـــهــا
و ذاكَ يفرحُ إن تــــزدادَ أوصـــابُ

و تلكمُ يفرحوا إن كنــتُ مبتـهــجــاً
حتى إذا غبتُ يا حزني ليَّ اغتابـوا

و ذاك يحزنُ إن تمسسني عافــــيةٌ
و ذاك مما أنا أجنـيــهِ مــــرتــابُ

دعني فمالي و للأحزانِ أذكـــرُها
فالحزنُ للهمِ و الآهاتِ جـــــلابُ

أسلو و ربي بقولي حين أنظـمــهٌ
أو في كتابٍ و ما يرويهِ كتـّـــابُ

هنا السعادةُ لا زيفٌ و لا كــذبٌ
هنا السعادةُ و الأوراقُ أحـبــابُ

هنا النقاءُ أراهُ اليـــــومَ منبلجـــاً
شعراً و نثراً فإن الحرفَ خلابُ

يشدُّك الحرفُ لا تقوى ممانعــةً
حتى ترى موجزاً ما خُـطّ إطنابُ

تمر ساعاتُك الجذلى بلمحِ رؤى
حتى كأن مرورَ الوقتِ أسرابُ

حيناً تكونُ بصحراءٍ لتسبُــرهــا
حيناً بدوحٍ و ماءُ النهرِ ينســابُ

حيناً تطيرُ على الآفاقِ مشتعـــلاً
حيناً تغوصُ إلى الأعماقِ رغّابُ

هذا الكتابُ و رب الكونِ يسحرني
أ ساحرٌ أنتَ أم للعقلِ ســـــلابُ

يروي قلوباً إلى الأنداءِ ظامئــةً
يثري عقولاً و تزكو منه ألبـابُ

ملاك الخالدي _ الجوف