السبت، 3 أكتوبر 2009

يومٌ لا يـُـنسى

بسم الله الرحمن الرحيم


يومٌ لا يـُـنسى


كانَ يوماً لا يـُـنسى ، ذلك اليوم الذي هطلتُ فيهِ مع شقيقي على أرض الرياض ، لقد كانت رحلة مختلفة لمناسبة مختلفة سأرسمها على صفحات المدى ..
ذهبنا بدعوة من وزارة الثقافة و الإعلام لحضور حفل تكريم الشاعرات الفائزات في مسابقة الوطن في عيون الشعر التي أقامتها الوزارة ، حيثُ كنتُ أحد الفائزين العشرة الأوائل ، فلقد فاز في المسابقة سبعة رجال و ثلاث إناث كنتُ إحداهن ، حيثُ حصلت على المركز التاسع على مستوى المملكة العربية السعودية عن قصيدة (ميقاتُ الهوى ) ..
أقيم الحفل النسائي للفائزات الثلاث في مركز الملك فهد الثقافي و كنا ( فاطمة البارقي من جدة ، لمياء العقيل من الرياض ، ملاك اللحيد الخالدي من الجوف) ..
كان الحفل من تنظيم الدكتورة الأديبة أميمة الخميس و على شرف الأميرة الشاعرة سلطانة السديري ، و لقد ألقيتٌ قصيدتي الفائزة و تم تكريمي بدرع تذكاري و خطاب شكر من وكيل الوزارة و مكافأة و ديوان صغير يضم بين جوانحه القصائد العشرة الفائزة و مجموعة كتب قيمة ..
شكراً لوزارة الثقافة على حسن الاستقبال و كرم الضيافة ، و أشكر لهم اهتمامهم بالشعراء الشباب ، كما و أشكر شقيقي على مرافقته إياي و تجشمه عناء السفر .
هذا هو الدرع المـُـقدم من وزارة الثقافة ، و عذراً لأن الصورة مستلقية على ظهرها (:



و إليكم القصيدة
في الحفل قلت:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أتيتكم من الجوف ، أتيتُ من شمال القلب حيثُ العراقة و الحضارة و العطاء و البياض .
أتيتُ من الجوف النابض إلى الرياض المضيء أحملُ رسالة حبٍ و وفاء و تضحيةٍ لهذا الوطن ، لولاته ، لأهله ، لأرضه ، لكل تقاسيمه الفاتنة ، جئتُ بحكاية عشقٍ قيل إنها قصيدة ، جئتُ لأصافح بها الوطن في هذا اليوم الأخضر.
سأتغنى اليوم بحب الوطن ..

القصيدةُ بعنوان : (ميقاتُ الهوى)

سأصـرفُ البوح عن مـيـقــاتِ أحـزاني
و أرســلُ الحــبَّ مزهــــوّاً بـأوزانـــي

سأرسلُ الحــبَّ منـقــوشاً بـنـزفِ دمــي
لـيُـشــرقَ الــكـونُ نـشــواناً بـألـحــانــي

فحـيــن ينـثــالُ بـوحي مــن رُبــا أمـلـي
سـيـسـتـطـيـرُ عــلى الأرجــاءِ تـبـيـانـي

يا قـلــبُ قاسيتَ طــعـمَ الدمـــع أزمـنــةً
و كـنــتَ في كـل حـيـنٍ بـعـضَ إنـسـانِ

و الـيــومَ تهـمي كأنـفـاس الهــوى ودقـاً
تـُـبلسـمُ الأرضَ تـروي كـل عـطـشــانِ

فـمــذ سـلــوتَ عـن الأحـبابِ قـاطــبــةً
و عِـشـتَ صبـّـاً تـُـناجي خـيــر أوطـانِ

أشـرقـتَ بوحـاً يصـدُّ الشـمـس مفـتـخراً
بـمنبعِ النـــورِ و الــهـــادي بـفــرقــــانِ

أرضٌ تـفــوقُ المعـاني كـيـف أنـظِـمُهـا
و كيف أتـلـو بهــاءً صـــارَ وجـــدانـي

عُـتـبــاكَ يا قـلبُ قد أرسلـتـني وهــجــاً
في شاطـئ الحبِ محمــوماً كـبُـركـــانِ

أرسلـتـني شـهـقـةً حــرّى فكـنـتُ كـمن
يـنـادمُ الليلَ يهــذي عُـمْــرَهُ الــثـــانــي

بـيادرُ الحــبِ تـغــرينــي فــألـثِــمُــهَــا
و أنـحـني للـبـوادي شــــوقَ لهــفــــانِ

أنتِ سـمــاواتُ عشقٍ في دمـي و فمي
تمضيـن بوحــاً إذا ما الــتــاع شرياني

أنتِ الأمـانُ إذا ما اللـيــل بــاعـــدنــي
عن نبضةِ الحـب في أهــلي و خـلاني

أنتِ المداءاتُ إذ ضاقتْ على وتــري
ترنيمةُ الحبِ إذ تـــمــضي كـهــتـّـانِ

مـُـذ أشــرقَ النـورُ أمسـيـتِ بلا وجـلٍ
مـنارةَ الحــقِ للــقــاصي و للـــدانـــي

آثــارُ أحمـدَ في أرجــاكِ تُـــلهـِـمُـــنــا
مجـداً و عـــزاً تنامــى عصف طوفانِ

و ألـهــمَ الأرضَ وحي الحق منـبــثـقـاً
لآخر الدهـــرِ يبـقــى خـيــرَ عــنــوانِ

من هــا هـنا ينتشي من ها هنا يمضـي
على يـد القـائــدِ المــغــوارِ و الـبـانــي

عـبـدُ العـزيــزِ أزال القـيـدَ مـن يـدِهـا
إذ أُثـقـِــلــت بــتخـــاريــــفٍ و أدرانِ

فانهال فيضُ الضحى من بعد غفوتهِ
و أشــرقَ الحــقُ يـتــلــو آي قــرآنِ

مضــتْ مسـيـرةُ حــقٍ ترتــدي ألقـاً
بفـيضِ عـلــمٍ و أفـكـارٍ و عـمــرانِ

حتى تنادت نجــومُ الليلِ تـغـبــطُـها
هيهات يا نجم ، احذر ضـوء رُبـّـاني

يا مـوطني يا ربـيــعــاً جادَ منهـمراً
لأخوةٍ قد مضوا في بؤسِ حـرمــانِ

حتى عـُرفتَ منارَ الخيرِ يا وطــنـي
جـزاكَ ربي عـطــاءً فوقَ إحســـانِ

عش موطن الخير لاحيفٌ ولا رهقٌ
عش خالداً سامقاً من دون أشــجـانِ

عش فوق هام الدُنا رمــزاً أهيمُ بــهِ
تـأتــمُ فــخــــراً بــه أفـــواجُ بـلـدانِ

عش أنتَ فوقَ ضفافِ الحبِ أغـنيةً
لا تنتهي ، فـيضُ أنداءٍ و إيـمــــانِ

ملاك اللحيد الخالدي
منطقة الجوف