الخميس، 30 يوليو 2009

أصعب كلمة !



بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الصديقة الغالية منال الهذيل ، عزيزتي منال حين يمضي الزمان نميز الوفي من غيره ، إليك باقة حروف اقتطفتها من تفاصيل حياتي:



أصعب كلمة



يوماً ما استيقظتُ
فلم أجد حولي تلكم الأرواح
التي شاطرتها الأمل و الابتسامة
بسذاجة انتظرتها
حتى أخبرني الصباح
أن النهار للأوفياء
فلم أعد أنظر للوراء!

أصبحتُ أجمع ما حولي من زهور
أستأنسُ بها
أعلـّمها الحب
أشدو لها ترانيم صداقة
أسقيها ماءً أبيضاً
كي تكبر بسلام
فإن بعثرتنا الأيام
سيجمعنا الحنين !

لم أفهم بعد أبجديات الأرض
لم أكن أعلم أن الصداقة
في كثيرٍ من الأحيان نزوة
أو شلة تنفضُّ بانفضاض الوقت
كنتُ أجمع الزهر
حتى إن شحت الينابيع
لَعـَـنْـتـُـها!
و حين تكاثرت الينابيع الشحيحة
رميت الزهور
و أبقيتُ ينابيع الحب
تتكاثر داخلي!
لأنني أدركتُ أن (الوفاء)
أصعب الكلمات و أجملها على الإطلاق!


ملاك الخالدي _ الجوف

الاثنين، 13 يوليو 2009

أقنعة

بسم الله الرحمن الرحيم



أقنعة






لماذا اختفت الأنفس الوفية ؟
لماذا و بلحظة قاسية و صادمة تسقط الأقنعة فتنكشف سوءة الوجوه البشعة ؟؟
لماذا يلون البعض مجتمعنا بالسواد لنعيش بحزن و حذر؟؟


لقد فقدتُ الأمل بكثير من الأرواح و الأشياء ، إلا أن الأمل بالله لا يـُفقد ..

الأحد، 12 يوليو 2009

ندوة

بسم الله الرحمن الرحيم

ندوة







بالأمس في الثامن عشر من شهر رجب هذا العام ، أدرتُ ندوة أقامها متحف الشيخ فهد البليهد ألقتها الأستاذة أمل المنيع تناولت (دور الآثار و المتاحف في المجتمع) لقد كانت محاضرة ممتازة من حيثُ الحضور و التنظيم ، أن تحضر 40 امرأة نشاطا ثقافيا أمر رائع من وجهة نظري ، فمجتمعنا الجوفي لا يعبأ بالنشاط الثقافي كثيرا و يقتصر أمره على النخبة فقط ، لقد شعرتُ بالسرور حين رأيت الرضا يلوح على وجوه الحاضرات بعد انقضاء الندوة ، لقد تذكرتُ أول حوارٍ أدرته و أنا طالبة ، لقد كان حواراً تمثيلياً ، حيثُ قمتُ بتأليف مشهد طويل نسبياً لحفل مجلس الأمهات و قمتُ أنا بتمثيل دور مديرة الحوار في المشهد ، أذكر أنني و خلال تمثيل المشهد ضحكتُ كثيراً أمام الحاضرات!! إلا أن المشهد نجح جداً ، و سبحان الله في تلك السنة حين كنتُ في الصف الثاني ثانوي كانت المرة الأولى التي تحضر فيها أمي مجلساً للأمهات ، تفاجأتُ بحضورها و لم أصدق أبداً ، لأنني طالما بكيتُ أتوسلها أن تحضر مجالس الأمهات التي تقام مذ كنت في الصف الأول الابتدائي إلا أنها كانت ترفض ، أتفهم أمي تماماً فهي قليلة الخروج من المنزل ، كنت أبكي حين أرى الأمهات إلا أنني أمسح دموعي و أرضى بالأمر الواقع ..

أوجاعي !


بسم الله الرحمن الرحيم



ذكرياتي








سأبدأ بتدوين مذكراتي أو بالأصح (أوجاعي) هنا ..

حتى إن غبت عنكم غيبة صغرى بالانقطاع لظرفٍ حياتي أو غيبة كبرى بالرحيل من هذه الدنيا تبقى هذه الحروف شاهدةً علي ..



ملاك الجوف

الجمعة، 10 يوليو 2009

رائحة الطين

بسم الله الرحمن الرحيم

رائحة الطين

هناك تحت سعف النـُـخيلات الضامرات ، تحت نزف الشتاء و لفح الصيف ، بين جداول المياه و على بساط حصيرٍ كانت و مازالت تنسجُ الجمال و المرح في نسمات الهواء و الحياةُ تنسجُ خطوط الوهن على خديها !
تـُـغنـِّي و تهز رأسها رغم سبعينية ملامحها إلا أن الحياةَ تسكنها بقوة ، فتصفق و تنشد الشعر و تداعبنا بكلماتها الرطبة رغم امتعاض أمي الصامتةِ دوماً .
الشارع الترابي و المسفلت كلاهما يجيد الحديث مع خطواتها فالأول طريقها إلى المزرعة و الثاني إلى المسجد ، فإن غابت شعرتُ بسؤاليهما عنها ، أعرفُ أن خلف مرحها الدائم و غضبها الآني نهر مياه صافية نَـبـَـع من ذاكرةٍ مثخنةٍ بتفاصيل وعرةٍ قاسية .
فوفاة أشقائها بعد أحداثٍ مؤلمةٍ و هجران أبنائها لها بعد زواجهم و انتقالها للعيش معنا منذ رحيل زوجها كلها تفاصيل لا تكاد تظهر إلا في عينيها في لحظات صمت .
أحبُ جيوبها المنتفخة دوما و حين تدس في يدي الصغيرة قطعة حلوى أو علكة أو شيءٍ ما يمنح نفسي الرضا .
أثقلتها قدماها و تقلصت حركتها إلا أن الحياة بقيت تغردُ في عينيها الصامدتين ، تمادى الألم فعافت الطعام و انكفأت في فراشها ، حملتها بيديّ هاتين مع شقيقي إلى المستشفى .
بألم اقتربتُ إلى سريرها الأبيض ، نظرتُ إليها بقلبٍ حزينٍ مفجوع فابتسمتُ لكبريائها ، فتحتْ عينيها بصعوبة و منحتني ابتسامةً صادقة ، لقد كانت المرة الأخيرة التي رأيتُ فيها عيني جدتي و ابتسامتها ، بعد ذلك لم أعد أرى إلا أمي الباكية تضمُ ثوب جدتي و تزفر بحنين: أصبحتُ الآن يتيمةً !
ملاك الخالدي _ الجوف