الاثنين، 21 ديسمبر 2009

شيء من مؤتمر الأدباء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

شيء من مؤتمر الأدباء الثالث


قبل شهرٍ تقريباً كنتُ أقرأ عن تحضيرات وزارة الثقافة لمؤتمر الأدباء الثالث ، شدني الموضوع كثيراً ، و دعوت الله حينها أن يـُـنقلَ تلفزيونياً كي أفوز بمتابعته فلم يخطر ببالي أنني سأتابعه من موقع الحدث فضلاً عن أن أكون أحد المدعوات الرسميات إلا أن عطاء الله و فضله جاء بما لم يكن بالحسبان !
مضيتُ إلى هناك برفقة شقيقي العزيز وقد عدنا بتجربة مختلفة باذخة الأهمية ، كانت أياماً متميزةً حافلةً بالفائدة و المعرفة و الفكر حتى رحلة العودة المُـتعبة التي تحولت من ساعةٍ إلى أربعة عشر ساعة لم تـُـعدم الفائدة و العبرة ، و نظراً لإلحاح بعض الصديقات و رغبتهن في أن أكتب عما حدث ها أنا أفعل و أنقل طـَرَفاً من ذلك.
كانت الساعات التي سبقت افتتاح المؤتمر ، أوقات ترقبٍ و قلقٍ و سعادة و حماس! ، و ما أن أعلن وزير الثقافة عن انبلاج الحدث في مركز الملك فهد الثقافي إلا و كان الابتهاجٌ مـُضاعفاً بتكريم رواد الفكر و القلم ، و بغض النظر عن الأسماء إلا أنها لمسة وفاء خضراء و أقل واجب تجاه من أفنوا حياتهم في البحث و الكتابة.
توالت جلسات المؤتمر التي أُخذ عليها أنها مزدوجة أي أن كل جلسةٍ يقابلها في نفس الوقت تماماً جلسةٌ أخرى تناقشُ أوراق عمل مختلفةٍ و قد عزى وكيل الوزارة في ختام المؤتمر هذا الأمر لكثرة أوراق العمل ، و لا حل لذلك إلا في تقليص أوراق العمل أو أطالة أمد المؤتمر ، جلساتهُ المتواترة الدسمة بأوراق العمل القوية في شتى فروع الأدب لم تخلق في نفسي سوى البهجة و المتعة ، و كم كنتُ آمل لو امتدت أيام المؤتمر و ازدادت أوراق العمل .
و ما أُخذ على الجلسات هو سوء إدارتها حيناً و سوء تقديم أوراق العمل أحياناً أخرى ، إلا أن هذا الأمر بدأ يمضي إلى تحسن بالإضافةِ إلى أن ما يـُـطرح من مواضيع و أفكار مهمة أنساني أي أمرٍ سلبي ، و في كل مرةٍ كنتُ أسرجُ عيناي لأرى أشهر الأديبات و أعمقهن فكراً و أجزلهن أدباً في صمتٍ غريب فلا يشاركن في إبداء رأي أو طرح أفكار مما حرم الجميع من الاستفادة من تجارب ثرية ، و هذا لا ينفي التواجد الفاعل لبعض الأخوات .
كنتُ أدون أهم الأفكار و الأحداث حتى أن الدفتر الكبير الذي أعددته لهذه المناسبة انقضت أوراقه إلا أن دفتر روحي انثال صفحات بيضاء جديدة بتعرفي على العديد من الأخوات اللاتي ملأن أوقاتي بالسرور و الفائدة فلأول مرة في حياتي أرى جلسةً نسائية يدور الحديثُ فيها عن علاقة التربية بالأدب أو تاريخ الأدب أو جدلية الشعر الحر أو غير ذلك .
و هذا لا يلغي وجود بعض الملاحظات كتغيب بعض الأخوات عن حضور الجلسات أو عدم الجدية في الحضور أو عدم الالتزام بمواعيد الحافلة (الباص) ، و حتى هذه الأمور التي تبدو مزعجة قد خلقت مواقف طريفة بعثت في أجواء المؤتمر العلمية الكثير من العفوية و الطرافة و البهجة.
و قد ابتهجتُ أيما ابتهاج حين قاموا بتوزيع كتيب (الوطن في عيون الشعر) في الأمسية الكبرى الأخيرة حيثُ ضمّ هذا الكتيب القصائد العشرة الأولى في مسابقة الوزارة للشعر الفصيح و منها قصيدتي (ميقات الهوى).
و ما ذكرتهُ ليس سوى قطرة من غيث حافل بالعطاء و لعلي أعود مرةً أخرى لأذكر بعض المواقف و أهم الأحداث التي حدثت و المواضيع التي طـُـرحت .

حرفٌ أبيض:


لعلي أختم بغيمة لن أنساها أبداًُ و هي حروف الدكتورة الأديبة بديعة كشغري حين كتبت في إهدائها إياي أحد دواوينها الجميلة :

الشاعرة الشفيفة : ملاك الخالدي
أهديك شيئاً من هواجس الحرف في طقس "الوطن"
و سنظلُ نحلم بسماء أرحب لأوطاننا و أحلامنا ..
سعدتُ بلقائكِ و فخورةٌ بك و بإحساسك النقدي العالي ..
مع كل الحب و التقدير ..