الاثنين، 21 ديسمبر 2009

شيء من مؤتمر الأدباء الثالث

بسم الله الرحمن الرحيم

شيء من مؤتمر الأدباء الثالث


قبل شهرٍ تقريباً كنتُ أقرأ عن تحضيرات وزارة الثقافة لمؤتمر الأدباء الثالث ، شدني الموضوع كثيراً ، و دعوت الله حينها أن يـُـنقلَ تلفزيونياً كي أفوز بمتابعته فلم يخطر ببالي أنني سأتابعه من موقع الحدث فضلاً عن أن أكون أحد المدعوات الرسميات إلا أن عطاء الله و فضله جاء بما لم يكن بالحسبان !
مضيتُ إلى هناك برفقة شقيقي العزيز وقد عدنا بتجربة مختلفة باذخة الأهمية ، كانت أياماً متميزةً حافلةً بالفائدة و المعرفة و الفكر حتى رحلة العودة المُـتعبة التي تحولت من ساعةٍ إلى أربعة عشر ساعة لم تـُـعدم الفائدة و العبرة ، و نظراً لإلحاح بعض الصديقات و رغبتهن في أن أكتب عما حدث ها أنا أفعل و أنقل طـَرَفاً من ذلك.
كانت الساعات التي سبقت افتتاح المؤتمر ، أوقات ترقبٍ و قلقٍ و سعادة و حماس! ، و ما أن أعلن وزير الثقافة عن انبلاج الحدث في مركز الملك فهد الثقافي إلا و كان الابتهاجٌ مـُضاعفاً بتكريم رواد الفكر و القلم ، و بغض النظر عن الأسماء إلا أنها لمسة وفاء خضراء و أقل واجب تجاه من أفنوا حياتهم في البحث و الكتابة.
توالت جلسات المؤتمر التي أُخذ عليها أنها مزدوجة أي أن كل جلسةٍ يقابلها في نفس الوقت تماماً جلسةٌ أخرى تناقشُ أوراق عمل مختلفةٍ و قد عزى وكيل الوزارة في ختام المؤتمر هذا الأمر لكثرة أوراق العمل ، و لا حل لذلك إلا في تقليص أوراق العمل أو أطالة أمد المؤتمر ، جلساتهُ المتواترة الدسمة بأوراق العمل القوية في شتى فروع الأدب لم تخلق في نفسي سوى البهجة و المتعة ، و كم كنتُ آمل لو امتدت أيام المؤتمر و ازدادت أوراق العمل .
و ما أُخذ على الجلسات هو سوء إدارتها حيناً و سوء تقديم أوراق العمل أحياناً أخرى ، إلا أن هذا الأمر بدأ يمضي إلى تحسن بالإضافةِ إلى أن ما يـُـطرح من مواضيع و أفكار مهمة أنساني أي أمرٍ سلبي ، و في كل مرةٍ كنتُ أسرجُ عيناي لأرى أشهر الأديبات و أعمقهن فكراً و أجزلهن أدباً في صمتٍ غريب فلا يشاركن في إبداء رأي أو طرح أفكار مما حرم الجميع من الاستفادة من تجارب ثرية ، و هذا لا ينفي التواجد الفاعل لبعض الأخوات .
كنتُ أدون أهم الأفكار و الأحداث حتى أن الدفتر الكبير الذي أعددته لهذه المناسبة انقضت أوراقه إلا أن دفتر روحي انثال صفحات بيضاء جديدة بتعرفي على العديد من الأخوات اللاتي ملأن أوقاتي بالسرور و الفائدة فلأول مرة في حياتي أرى جلسةً نسائية يدور الحديثُ فيها عن علاقة التربية بالأدب أو تاريخ الأدب أو جدلية الشعر الحر أو غير ذلك .
و هذا لا يلغي وجود بعض الملاحظات كتغيب بعض الأخوات عن حضور الجلسات أو عدم الجدية في الحضور أو عدم الالتزام بمواعيد الحافلة (الباص) ، و حتى هذه الأمور التي تبدو مزعجة قد خلقت مواقف طريفة بعثت في أجواء المؤتمر العلمية الكثير من العفوية و الطرافة و البهجة.
و قد ابتهجتُ أيما ابتهاج حين قاموا بتوزيع كتيب (الوطن في عيون الشعر) في الأمسية الكبرى الأخيرة حيثُ ضمّ هذا الكتيب القصائد العشرة الأولى في مسابقة الوزارة للشعر الفصيح و منها قصيدتي (ميقات الهوى).
و ما ذكرتهُ ليس سوى قطرة من غيث حافل بالعطاء و لعلي أعود مرةً أخرى لأذكر بعض المواقف و أهم الأحداث التي حدثت و المواضيع التي طـُـرحت .

حرفٌ أبيض:


لعلي أختم بغيمة لن أنساها أبداًُ و هي حروف الدكتورة الأديبة بديعة كشغري حين كتبت في إهدائها إياي أحد دواوينها الجميلة :

الشاعرة الشفيفة : ملاك الخالدي
أهديك شيئاً من هواجس الحرف في طقس "الوطن"
و سنظلُ نحلم بسماء أرحب لأوطاننا و أحلامنا ..
سعدتُ بلقائكِ و فخورةٌ بك و بإحساسك النقدي العالي ..
مع كل الحب و التقدير ..

الجمعة، 27 نوفمبر 2009

العيدُ الذي لا يجيء !

بسم الله الرحمن الرحيم

(العيدُ الذيْ لا يجيء ! )


(1)
يجيءُ عيدهمْ
بابتهاجِ طفلٍ
و أمنياتِ مـُـتعبين
يلقي بها إليهمْ ..
تنتظرُ بعيداً عن قلوبهم المختبئةِ
ثمةَ جوارحٌ
لا تعرفُ من العيدِ سوى (وليمةٍ)
و أجسادٍ مدنفةِ برائحةٍ فاخرةٍ
و سحنةٍ كاذبة !

(2)
يجيءُ عيدهمْ
بلونِ الخريفِ القميء
يغشى خلاياهم
يـَحْمِلـُـونَ لحومَ الناسِ
تنوءُ بها موازينهم
يلعقونَ أصابعهم
تأخذهم غفلةُ الانتشاءِ
يمارسونَ غـَـيـََّهم
و آلامُ المـُـقـَـددين تتمدد في الفناءِ الآخرِ !

(3)
يجيءُ عيدهم
و ملامحهم ذات نكهةٍ واحدةٍ
و حكايةٍ واحدةٍ
أعمارهم مكتنزة بالفوضى و الانتهاءِ
يزفرونَ دُخاناً أسوداً
تلعنهُ الملائكةُ
يـُصافحونَ به عيدهم
فيـُغادرهم و قد امتلأت تفاصيلهُ بالوجع!

(4)
يجيءُ عيدهم
و أوعيتهم متكورةٌ حدَ الانفطار
و ثمةَ أفواهٌ مشرعةٌ
أعياها اليبسُ و الانتظار
و هناكَ أجسادٌ محززة
تنتظرُ يداً
تمسحُ عن أوردتها الغبار
و لم يأتِ النهارُ بجديد
فتنكسرُ أغصانها ببطء!

(5)
يجيءُ عيدهم
وَ همْ خاسرون
مارسوا الجريَ الهزيلَ
خلفَ (مطاطٍ) منتفخٍ
أخرجوا ما تبقى في جيوبهم من موتٍ
ليمحقوا به أنفسهم
أَحرقوا فـُتاتَ البياضِ الذي يجمعهم
على مائدة جرحٍ كل ذات حزن !
سيقتلهم الخواءُ
فلا فـُـتات ليجترحوا الشبع .
(موسى غرناطة)* ..
لم ترسمهُ الأيامُ في ذاكرتهـم
ليتهُ ينفلقُ في الأرضِ من جديد
ليخبرهم نبأَ الحلمِ البهيجِ ..

(6)
تلك هي مدائنُ القلقِ
حينَ أزهرتْ
ابتلعتها طرقُ (الإسمنتِ)
يتكاثرُ الموتُ المواربُ
في تـُرابـِـها ..
تغتسلُ بالرياءِ كلَ صباحٍ
تكتنفها الوحشةُ و الضجيجُ
(ماكوندو)** تستنسخُ عينيها
في تلك الأنحاءِ الساذجةِ ..

.......
*موسى بن أبي الغسان ، أحد شهداء غرناطة في القرن التاسع.
**ماكوندو قرية افتراضية التهمها الصراع بعد أن كانت نقية (مائة عام من العزلة).

ملاك الخالدي
منطقة الجوف _ السعودية

السبت، 21 نوفمبر 2009

رسالة مختصرة

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة مختصرة !

(رسالة مختصرة) هذا اسم كتابي الحـُـلم الحقيقة !
بينما كنتُ أرتبُ أوراقي القديمة فإذا بي أجدُ دفتراً قديماً مـُـزيناً يحتوي على خواطر بسيطة عن الأخلاق و الطبيعة و قد كتبتُ في أول صفحة بثقة : كتاب (رسالة مختصرة ) ، تأليف : ملاك الخالدي !
كنتُ قد كتبته و عمري أحد عشر عام ، و لا أعرفُ لماذا عدوت عليه حينها و وضعتُ بالقلم الأحمر إشارة الهزيمة هذه (x ) على كل صفحة بخطٍ أحمرٍ كبير ، ربما لأنني شعرتُ باحتضاره فعاجلتُهُ بها .
ليتهُ طـُـبع حينها ، سيكون رسالة صفاء عفوية ..

من تلكم الخواطر إليكم هذه الأسطر القليلة:

(للورد عبير)


الوردُ أجمل ما في الدنيا
يغرسُ في نفوسنا المحاسن العليا ..
الورد يتكلم
دون أن يتألم !
دون أن يـُحرك أوراقه
أو تهتز أغصانه ..
للورد عبير !


ملاك الخالدي

الخميس، 19 نوفمبر 2009

الجائزة العالمية لخدمة العمل الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم


أولاً أعتذر لخمول مدونتي لبعض الوقت ! و لكنني الآن أعود لها بعون الله و قوته بقوة .



في الأيام الخالية كرّم جلالة ملك البحرين: حمد بن عيسى آل خليفة _حفظه الله_ الفائزين بجائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي و قد تشرفتُ أنا بكتابة الأوبريت تحت عنوان (رجال الحق) و قد صدحت به فرقة الأمواج البحرينية _سددهم الله_ ..


و كان الفائزون بالجائزة في دورتها السادسة 2009 هم:


1) أستاذ الجيل: الشيخ أحمد القطان - الكويت
2) القران: القارئ أبوزيد الأدريسي - المغرب
3) المحاضرات: د.عصام البشير - السودان
4) التأليف: الشيخ نظام يعقوبي - البحرين
5) الإعلام: الأستاذ أحمد الشقيري - السعودية
6) النشيد: المنشد سمير البشيري - السعودية

(رجال الحق)

ها قــد نثرنا زهـــورَ الحبِ ألوانــــا
و قد شدونا طــيـــوف السعد أوزانـا

فنحنُ جئنا و نبــض القلبِ يجمعــنــا
على المعــالي و حـب الخير إخوانا

فمرحباً مثل لــون الشمسِ نرسلهــا
نهراً من الحبِ يمضي اليومَ جذلانا

فكـــلنا قد أتـيـنـا نحــتــفــي فـــرحاً
بخدمــة الديــن أفــراداً و بــلــــدانا

ليشرقَ النورُ في الأرجاءِ مرتــديـاً
ثوبَ السعــادةِ في الآفـــاقِ مزدانـا

أسـتاذنا (أحمــــدُ القـــطـــانِ) إن به

سيقتدي الناسُ أشـيـــاخاً و شبـّـانا


ذا قدوة الجيل يا ربــــــاهُ زده هدى

و اجعلهُ للحق ميناءً و رُبـّـانـــــــا

مضى (أبو زيدِ) بالقـرآن يخدمــهُ
و يملأ الكون تفسيـراً و تبـيـانــــا

يُعـلـّـم الناس ما قد كــان يجهلهـم
جــزاهُ ربي إلــه الناسِ إحسانـــــا

و ذا (البشيرُ) يطوف الكون يملأهُ
محاضراتٍ تنيـر القلبَ إيـــمانــا

ليحمل النفس من أعماقِ غـفــلتها
و يرسم الحقَ في الأرواحِ أفـنانا

و ذلك الشيخ في الـتأليف متقـــدٌ
يصوغُ للناسِ فكـــــراً طيباً زانا

حماهُ ربي (نظامُ) الحـــقِ إن لهُ
في دوحة العلمِ و التأليفِ تيجانا

و (أحمدٌ) ذلك الموهوبِ صاغَ لهُ
بساحةِ الفنِ و الإعلامِ أركانـــــا

و أظهر الحــقِ للفتيانِ في ألـــقٍ
و صار رمزاً لجيل اليومِ عنوانا

و ذا (سميرٌ) بصوتِ الحقِ منطلقٌ
لينشرَ الحـــقَ أبياتاً و ألحــــانـــــا

صوتٌ نديٌ كريمٌ قـــام منبلجـــاً
يزجي الأناشيد كالأنسامِ ريحانـا

ملاك الخالدي

الاثنين، 2 نوفمبر 2009

أكبر من الجرح

أكبر من الجرح


سيبتزون روحهُ ، سيعبثون بمشاعرهِ ، سيبعثرونَ بقايا أمله ، سيريقون دموعهُ المتوارية خلف تقاسيمه النقية ، أعرفهُ جيداً لن يمانع فيما لو طلبتِ منه مرافقتي ، إلا أن قلبه الزجاجي المضيء سيتهاوى حين يرمقهُ أحدهم بنظرة عطفٍ أو كلمةٍ داكنة! ، أرجوكِ يا أمي لا تخبريه بموعد حفل تخرجي ، لأجله .. لأجله هو فقط ! ، نظر إليها بعينين تكابران الدموع و دلف حجرته.
كانت تلكم الكلمات المغتسلة بالألم تمتدُ إلى أذنيه ، تنطرحُ داخله كعصفورٍ يحتضر أو كطوفانٍ كالح ، تشتعلُ الساعاتُ المظلمة في ذهنه و أمام عينيه ، تكاد تحرقه بعسفِ توهجها ، يحاول إخمادَ شررها بأريجٍ هادر من جنبات قلبه الذي ملّ الأنين ، يقاومُ في أحشائه دنف الحزن الذي يلتهمُ خلاياهُ و خفقاتهِ بشراهة.
يدفعُ بكرسيهِ المتحرك إلى حيثُ تلك الفرجة المربعة ، إنها أثيرته الوفية التي طالما منحت عينيه مصافحة وجه السماء ليتأمل تفاصيلها الزكية ، و يبثُ ربه شكواهُ بخضوع ، تلكَ الشرفة تهديهِ كل صباح ابتسامات الضوء و ابتهالات الهواء و أغاريد المطر ، و لطالما ابتلعتْ دموعه و أحزانهُ بصمت !
يضعُ يده النحيلة المرتجفة على قاعدتها ، يستجمعُ ما تبقى داخلهُ من أمل ، يبحثُ بتحفزٍ عن خيوط الإصرارِ في شرايينه ، تطفرُ من حنجرته نغمة حزن أشبهُ بنحيبٍ مـُـنهك ، يقفُ على ساقهِ الوحيدة متكئاً على تلكم الشرفة و طيوف الحياةِ تشرقُ داخله .
يسرجَ بصرهُ حيثُ السماء ، ترتسمُ في عينيه صفحة القمر ، ينبجس على محياه رضاً رزينٍ ، تتدحرجُ من شفتيه كلمات خافتة: تعيشُ وحيداً؟!
يصْرِفُ بصره مسترسلاً : أنتَ ترابٌ و أنا كائنٌ بشري تتنازعني الآمال و التطلعات ، يجري داخلي هديرٌ يافع يلهمني أناشيد الحياة و يبعثُ في دمائي ماء البقاء ، الانعزالُ هو الذبول الذي أرفضه ، ثمةَ قلب كبيرٌ داخلي سيسقي تضاريس الأرواح و الأرجاءِ حولي أجمل الأمنيات !
يمد إحدى يديه حيثُ كرسيه المتحرك ، يركن إليه بهدوء رغم قسوة الألم الصاخب في أحشائه.
ينتزع زهرةً من زجاجةٍ مكتظةٍ بالأغصان ، تنفتل جملة كأنها الربيع : لقد ملأتِ المكان عطراً و أنتِ بساقٍ واحدة ! ، يبتسم و يعيدها إلى حيثُ كانت كي تبث المكان أريجاً طاهراً .
هكذا هو مختلفٌ بقلبهِ و تفكيرهِ و روعته ، لذا لم تكن صباحاتهِ إلا بساتين ابتهاجٍ و أمل ، كبيرٌ هو برباطةِ جأشه و عطائه و روحهِ السامقة ، يمزق نظرات الشفقة و كلمات اللمز و التوهين و يذروها حيثُ الفناء ، يجمعُ الأنفاس المنعتقة من القلوب الطهورة في أعماقه كي تورق أفنان التحدي داخله .
يمنح الآخرين ابتسامات الفأل و يعلمهم دروساً في الشموخ ، لقد أخبر الجميع أنه أكبر من الجرح حين فاجأ أخاه ذات مساء : خذني معك لأشاطرك فرحتك ، فأنا أرفض الانكسار !

ملاك الخالدي _ الجوف

السبت، 3 أكتوبر 2009

يومٌ لا يـُـنسى

بسم الله الرحمن الرحيم


يومٌ لا يـُـنسى


كانَ يوماً لا يـُـنسى ، ذلك اليوم الذي هطلتُ فيهِ مع شقيقي على أرض الرياض ، لقد كانت رحلة مختلفة لمناسبة مختلفة سأرسمها على صفحات المدى ..
ذهبنا بدعوة من وزارة الثقافة و الإعلام لحضور حفل تكريم الشاعرات الفائزات في مسابقة الوطن في عيون الشعر التي أقامتها الوزارة ، حيثُ كنتُ أحد الفائزين العشرة الأوائل ، فلقد فاز في المسابقة سبعة رجال و ثلاث إناث كنتُ إحداهن ، حيثُ حصلت على المركز التاسع على مستوى المملكة العربية السعودية عن قصيدة (ميقاتُ الهوى ) ..
أقيم الحفل النسائي للفائزات الثلاث في مركز الملك فهد الثقافي و كنا ( فاطمة البارقي من جدة ، لمياء العقيل من الرياض ، ملاك اللحيد الخالدي من الجوف) ..
كان الحفل من تنظيم الدكتورة الأديبة أميمة الخميس و على شرف الأميرة الشاعرة سلطانة السديري ، و لقد ألقيتٌ قصيدتي الفائزة و تم تكريمي بدرع تذكاري و خطاب شكر من وكيل الوزارة و مكافأة و ديوان صغير يضم بين جوانحه القصائد العشرة الفائزة و مجموعة كتب قيمة ..
شكراً لوزارة الثقافة على حسن الاستقبال و كرم الضيافة ، و أشكر لهم اهتمامهم بالشعراء الشباب ، كما و أشكر شقيقي على مرافقته إياي و تجشمه عناء السفر .
هذا هو الدرع المـُـقدم من وزارة الثقافة ، و عذراً لأن الصورة مستلقية على ظهرها (:



و إليكم القصيدة
في الحفل قلت:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أتيتكم من الجوف ، أتيتُ من شمال القلب حيثُ العراقة و الحضارة و العطاء و البياض .
أتيتُ من الجوف النابض إلى الرياض المضيء أحملُ رسالة حبٍ و وفاء و تضحيةٍ لهذا الوطن ، لولاته ، لأهله ، لأرضه ، لكل تقاسيمه الفاتنة ، جئتُ بحكاية عشقٍ قيل إنها قصيدة ، جئتُ لأصافح بها الوطن في هذا اليوم الأخضر.
سأتغنى اليوم بحب الوطن ..

القصيدةُ بعنوان : (ميقاتُ الهوى)

سأصـرفُ البوح عن مـيـقــاتِ أحـزاني
و أرســلُ الحــبَّ مزهــــوّاً بـأوزانـــي

سأرسلُ الحــبَّ منـقــوشاً بـنـزفِ دمــي
لـيُـشــرقَ الــكـونُ نـشــواناً بـألـحــانــي

فحـيــن ينـثــالُ بـوحي مــن رُبــا أمـلـي
سـيـسـتـطـيـرُ عــلى الأرجــاءِ تـبـيـانـي

يا قـلــبُ قاسيتَ طــعـمَ الدمـــع أزمـنــةً
و كـنــتَ في كـل حـيـنٍ بـعـضَ إنـسـانِ

و الـيــومَ تهـمي كأنـفـاس الهــوى ودقـاً
تـُـبلسـمُ الأرضَ تـروي كـل عـطـشــانِ

فـمــذ سـلــوتَ عـن الأحـبابِ قـاطــبــةً
و عِـشـتَ صبـّـاً تـُـناجي خـيــر أوطـانِ

أشـرقـتَ بوحـاً يصـدُّ الشـمـس مفـتـخراً
بـمنبعِ النـــورِ و الــهـــادي بـفــرقــــانِ

أرضٌ تـفــوقُ المعـاني كـيـف أنـظِـمُهـا
و كيف أتـلـو بهــاءً صـــارَ وجـــدانـي

عُـتـبــاكَ يا قـلبُ قد أرسلـتـني وهــجــاً
في شاطـئ الحبِ محمــوماً كـبُـركـــانِ

أرسلـتـني شـهـقـةً حــرّى فكـنـتُ كـمن
يـنـادمُ الليلَ يهــذي عُـمْــرَهُ الــثـــانــي

بـيادرُ الحــبِ تـغــرينــي فــألـثِــمُــهَــا
و أنـحـني للـبـوادي شــــوقَ لهــفــــانِ

أنتِ سـمــاواتُ عشقٍ في دمـي و فمي
تمضيـن بوحــاً إذا ما الــتــاع شرياني

أنتِ الأمـانُ إذا ما اللـيــل بــاعـــدنــي
عن نبضةِ الحـب في أهــلي و خـلاني

أنتِ المداءاتُ إذ ضاقتْ على وتــري
ترنيمةُ الحبِ إذ تـــمــضي كـهــتـّـانِ

مـُـذ أشــرقَ النـورُ أمسـيـتِ بلا وجـلٍ
مـنارةَ الحــقِ للــقــاصي و للـــدانـــي

آثــارُ أحمـدَ في أرجــاكِ تُـــلهـِـمُـــنــا
مجـداً و عـــزاً تنامــى عصف طوفانِ

و ألـهــمَ الأرضَ وحي الحق منـبــثـقـاً
لآخر الدهـــرِ يبـقــى خـيــرَ عــنــوانِ

من هــا هـنا ينتشي من ها هنا يمضـي
على يـد القـائــدِ المــغــوارِ و الـبـانــي

عـبـدُ العـزيــزِ أزال القـيـدَ مـن يـدِهـا
إذ أُثـقـِــلــت بــتخـــاريــــفٍ و أدرانِ

فانهال فيضُ الضحى من بعد غفوتهِ
و أشــرقَ الحــقُ يـتــلــو آي قــرآنِ

مضــتْ مسـيـرةُ حــقٍ ترتــدي ألقـاً
بفـيضِ عـلــمٍ و أفـكـارٍ و عـمــرانِ

حتى تنادت نجــومُ الليلِ تـغـبــطُـها
هيهات يا نجم ، احذر ضـوء رُبـّـاني

يا مـوطني يا ربـيــعــاً جادَ منهـمراً
لأخوةٍ قد مضوا في بؤسِ حـرمــانِ

حتى عـُرفتَ منارَ الخيرِ يا وطــنـي
جـزاكَ ربي عـطــاءً فوقَ إحســـانِ

عش موطن الخير لاحيفٌ ولا رهقٌ
عش خالداً سامقاً من دون أشــجـانِ

عش فوق هام الدُنا رمــزاً أهيمُ بــهِ
تـأتــمُ فــخــــراً بــه أفـــواجُ بـلـدانِ

عش أنتَ فوقَ ضفافِ الحبِ أغـنيةً
لا تنتهي ، فـيضُ أنداءٍ و إيـمــــانِ

ملاك اللحيد الخالدي
منطقة الجوف

السبت، 12 سبتمبر 2009

العشر الأواخر

العشر الأواخر ..


رب ارحم دموعنا

و وجوهنا المنكسرة ..


رب ارحم قلوبنا الوجلة

و جوارحنا الخجلة ..


رب وقفنا في رحابك

نلوذ بك من الدنيا و فتنتها

و ناسها و قسوتها ..


رب يا قريبُ

يا حبيبُ

يا مجيب ..

اكفنا شر أنفسنا

و ظلم خلقك

و كيدهم ..


ربِ أسألك أن تفرج كربنا

و تجلو همنا

و تريح أفئدتنا

و بالنا ..


رب اجعلنا من الزاهدين

العارفين المتقين

و ارزقنا الجنة

و اجعلنا من المـُقربين ..


نظراً لهطول العشر الأواخر ، فستكون هذه آخر مشاركة حتى العيد السعيد بإذن الله ..

و أدعوكم و أدعو نفسي لاستشعار عظمة هذه الأيام الكريمة العظيمة و الاجتهاد في الصلاة و قراءة القرآن و التأمل في ملكوت السماءِ و الأرض ..


ملاك الخالدي .. الجوف

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

بسم الله الرحمن الرحيم

أكبر من الخذلان !


في البدء نحمد الله على سلامة أمين الوطن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف آل سعود _حفظه الله_ ، و ندعو لهذا الوطن الكريم و أبنائه بالحفظ و لأعدائه بالفناء ، هذه الحروف للوطن الغالي :

كن شامخاً يا وطن الحب
فسترسمك العصافير حروفاً خالدة
و ألقاً يتبرجُ للكون كل صباح
ستعزفك القلوب العاشقة
أناشيد أمل
و ألحان بقاء!

ستمضي وهج حب
تـُـورقُ على كفيك أحلام المخلصين..
لأنك أخبرتنا
أننا أجمل الكائنات
و علمتنا أن نكون أكبر من الخذلان
و أسمى من الحقد
و أقوى من الألم
فكنتَ سماءً من البهاء ..

لن يكفر بك إلا الجاحدون
أولئك ستلعنهم زهور اللوتس
و أشجار النخيل
سيلفظهم البياض
و تتبرأ منهم الأرض
لأنهم خانوا ترابك الطاهر ..

ملاك الخالدي .. الجوف

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

إليكَ رمضان ..

بسم الله الرحمن الرحيم



إليك يا شهر الله ..



سألتُ قلبي لمــــــاذا لا تنــــاجــيــــهِ
هل خانكَ الشوقُ أم جفـّـت ليالـــيهِ؟!

سألتهُ و دموعـــــي ترتمــي أســفــــاً
على ليالٍ مضتْ لم أنتـحـب فـــيـــهِ؟!

يا أجمل العُـمرِ يا أزكى مفـــــاتـنــــهُ
يا سيد الوقت يا أحـلـــــى معانـــيــــهِ

يا خفـقـة السعدِ في ليلٍ أهــيـمُ بــــــهِ
يا دمعة القــلــبِ في أنقى ثوانــيــــــهِ

عـُتباكَ يا خير شهـرٍ جاد منهـــمـــراً
قد خانني البوحَ قد شطـتْ نواصيـــهِ

فما نظمـتُ من الأشــــواقِ قافــيـــــةً
و لا تغـنـّـى بنبض القلـــبِ حاديــــهِ

وقفتُ أرقـــبُ و الآهـــاتُ تـنــثــرني
على ضفـافـكِ و الأطــيـــافُ تـأتيـــهِ



بحثــتُ عن خيطِ حــبٍ كي أضيء به
ليلَ الجوى فاستطـالتْ بـي دياجـيـــهِ

رأيتُ عينيكَ قنديــلاً يضـــــوعُ هدى
و قلبكَ الطهر تأويــنــي مـرافـيـــــهِ

فعفتُ كل بحـــور الشعرِ قـاطــبـــــةً
و رحت أقطفُ شيئاً من مبـاهــيــــهِ

ما أجمل العمـــــر في أفيائــــه و لنا
في دوحـــه الطهر ميناءٌ من التـيـــهِ


ملاك الخالدي _الجوف

السبت، 29 أغسطس 2009

قلب منكسر

بسم الله الرحمن الرحيم



شكراً لوالدنا المصمم الرائع : أبوماجد

الخميس، 27 أغسطس 2009

مرحبا رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم




مرحبا رمضان ..

بك تحتفي أرواحنا

فنهيم في كل واد..


أرى البوح هجرني

فما عدتُ أنظم القريض !

أ لأنكَ أكبر من الحروف

أم لأن قلبي مشغولٌ بك عن رصف الكلمات !!


لعلني أعود للشعر

أو لعل الشعر يعود إلي

لأهديك باقةً من الوجد المنظوم !!


الأربعاء، 5 أغسطس 2009

أمكنة باهتة !

أمكنة باهتة

في ذلك المساء تبرجتْ كل الأمكنةِ سوى أضلاعها المنهكة ، ثمة أماكنٌ هجرها الفرح منذ أمدٍ شاهق ، فلم يعد بياض السحب أو تغريد النهار يغريها و لو بابتسامةٍ يتيمة .
جمعتْ ما تبقى من سلوى لتقتاته في ظهيرةِ يومٍ قارس الآمال ، و قد أقسمت إن تـَبـَعـْـثـَـر هذا الباقي أن تعيش بلا فؤاد ، لذا كانت تستجدي ما حولها من أشياءٍ باهتة كي تكف عن التأوه .
منذ أن يبست على يديها أزهار الماء و جفت الشواطئ الرمادية أمست بلا لون ، كانت كغرنيقٍ مفصود القلب يهرب من زمانه و يقع في فوهة الألم ليعلم أن لا جدوى من الرحيل بلا جوارح !
ملاك _ الجوف

الخميس، 30 يوليو 2009

أصعب كلمة !



بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الصديقة الغالية منال الهذيل ، عزيزتي منال حين يمضي الزمان نميز الوفي من غيره ، إليك باقة حروف اقتطفتها من تفاصيل حياتي:



أصعب كلمة



يوماً ما استيقظتُ
فلم أجد حولي تلكم الأرواح
التي شاطرتها الأمل و الابتسامة
بسذاجة انتظرتها
حتى أخبرني الصباح
أن النهار للأوفياء
فلم أعد أنظر للوراء!

أصبحتُ أجمع ما حولي من زهور
أستأنسُ بها
أعلـّمها الحب
أشدو لها ترانيم صداقة
أسقيها ماءً أبيضاً
كي تكبر بسلام
فإن بعثرتنا الأيام
سيجمعنا الحنين !

لم أفهم بعد أبجديات الأرض
لم أكن أعلم أن الصداقة
في كثيرٍ من الأحيان نزوة
أو شلة تنفضُّ بانفضاض الوقت
كنتُ أجمع الزهر
حتى إن شحت الينابيع
لَعـَـنْـتـُـها!
و حين تكاثرت الينابيع الشحيحة
رميت الزهور
و أبقيتُ ينابيع الحب
تتكاثر داخلي!
لأنني أدركتُ أن (الوفاء)
أصعب الكلمات و أجملها على الإطلاق!


ملاك الخالدي _ الجوف

الاثنين، 13 يوليو 2009

أقنعة

بسم الله الرحمن الرحيم



أقنعة






لماذا اختفت الأنفس الوفية ؟
لماذا و بلحظة قاسية و صادمة تسقط الأقنعة فتنكشف سوءة الوجوه البشعة ؟؟
لماذا يلون البعض مجتمعنا بالسواد لنعيش بحزن و حذر؟؟


لقد فقدتُ الأمل بكثير من الأرواح و الأشياء ، إلا أن الأمل بالله لا يـُفقد ..

الأحد، 12 يوليو 2009

ندوة

بسم الله الرحمن الرحيم

ندوة







بالأمس في الثامن عشر من شهر رجب هذا العام ، أدرتُ ندوة أقامها متحف الشيخ فهد البليهد ألقتها الأستاذة أمل المنيع تناولت (دور الآثار و المتاحف في المجتمع) لقد كانت محاضرة ممتازة من حيثُ الحضور و التنظيم ، أن تحضر 40 امرأة نشاطا ثقافيا أمر رائع من وجهة نظري ، فمجتمعنا الجوفي لا يعبأ بالنشاط الثقافي كثيرا و يقتصر أمره على النخبة فقط ، لقد شعرتُ بالسرور حين رأيت الرضا يلوح على وجوه الحاضرات بعد انقضاء الندوة ، لقد تذكرتُ أول حوارٍ أدرته و أنا طالبة ، لقد كان حواراً تمثيلياً ، حيثُ قمتُ بتأليف مشهد طويل نسبياً لحفل مجلس الأمهات و قمتُ أنا بتمثيل دور مديرة الحوار في المشهد ، أذكر أنني و خلال تمثيل المشهد ضحكتُ كثيراً أمام الحاضرات!! إلا أن المشهد نجح جداً ، و سبحان الله في تلك السنة حين كنتُ في الصف الثاني ثانوي كانت المرة الأولى التي تحضر فيها أمي مجلساً للأمهات ، تفاجأتُ بحضورها و لم أصدق أبداً ، لأنني طالما بكيتُ أتوسلها أن تحضر مجالس الأمهات التي تقام مذ كنت في الصف الأول الابتدائي إلا أنها كانت ترفض ، أتفهم أمي تماماً فهي قليلة الخروج من المنزل ، كنت أبكي حين أرى الأمهات إلا أنني أمسح دموعي و أرضى بالأمر الواقع ..

أوجاعي !


بسم الله الرحمن الرحيم



ذكرياتي








سأبدأ بتدوين مذكراتي أو بالأصح (أوجاعي) هنا ..

حتى إن غبت عنكم غيبة صغرى بالانقطاع لظرفٍ حياتي أو غيبة كبرى بالرحيل من هذه الدنيا تبقى هذه الحروف شاهدةً علي ..



ملاك الجوف

الجمعة، 10 يوليو 2009

رائحة الطين

بسم الله الرحمن الرحيم

رائحة الطين

هناك تحت سعف النـُـخيلات الضامرات ، تحت نزف الشتاء و لفح الصيف ، بين جداول المياه و على بساط حصيرٍ كانت و مازالت تنسجُ الجمال و المرح في نسمات الهواء و الحياةُ تنسجُ خطوط الوهن على خديها !
تـُـغنـِّي و تهز رأسها رغم سبعينية ملامحها إلا أن الحياةَ تسكنها بقوة ، فتصفق و تنشد الشعر و تداعبنا بكلماتها الرطبة رغم امتعاض أمي الصامتةِ دوماً .
الشارع الترابي و المسفلت كلاهما يجيد الحديث مع خطواتها فالأول طريقها إلى المزرعة و الثاني إلى المسجد ، فإن غابت شعرتُ بسؤاليهما عنها ، أعرفُ أن خلف مرحها الدائم و غضبها الآني نهر مياه صافية نَـبـَـع من ذاكرةٍ مثخنةٍ بتفاصيل وعرةٍ قاسية .
فوفاة أشقائها بعد أحداثٍ مؤلمةٍ و هجران أبنائها لها بعد زواجهم و انتقالها للعيش معنا منذ رحيل زوجها كلها تفاصيل لا تكاد تظهر إلا في عينيها في لحظات صمت .
أحبُ جيوبها المنتفخة دوما و حين تدس في يدي الصغيرة قطعة حلوى أو علكة أو شيءٍ ما يمنح نفسي الرضا .
أثقلتها قدماها و تقلصت حركتها إلا أن الحياة بقيت تغردُ في عينيها الصامدتين ، تمادى الألم فعافت الطعام و انكفأت في فراشها ، حملتها بيديّ هاتين مع شقيقي إلى المستشفى .
بألم اقتربتُ إلى سريرها الأبيض ، نظرتُ إليها بقلبٍ حزينٍ مفجوع فابتسمتُ لكبريائها ، فتحتْ عينيها بصعوبة و منحتني ابتسامةً صادقة ، لقد كانت المرة الأخيرة التي رأيتُ فيها عيني جدتي و ابتسامتها ، بعد ذلك لم أعد أرى إلا أمي الباكية تضمُ ثوب جدتي و تزفر بحنين: أصبحتُ الآن يتيمةً !
ملاك الخالدي _ الجوف

الجمعة، 26 يونيو 2009

بسم الله الرحمن الرحيم


الجمعية العلمية السعودية للغات و الترجمة


دائما أقول أن من نعم الله علينا أن يمنحنا حسن ظن الآخرين أشعر بذلك في كثير من الأحيان خصوصا حين تقول لي أمي باستغراب عندما أتشاجر مع إحدى أخواتي : أنتِ يا ملاك؟!! أو حين تقول لأخوتي: كونوا كقلب ملاك ! ، فبرغم ما يتعرض له المرء من عقبات و كيد إلا أن أمله بالله يزداد حين يرى أناساً يقدّرون ما يقدمه و يمنحونه رضاهم و ثناءهم .
بصدفة جميلة و بسبب أخت عزيزة تعرفتُ قبل شهور للجمعية العلمية السعودية للغات و الترجمة ، و للأسف أنني علمتُ عن هذه الجمعية في وقت متأخرٍ نسبياً فهي تأسست قبل ستة أعوام تقريباً .
المهم أنني دخلتُ أقرأ في منتدياتها العلمية الأكثر من رائعة التي تتناول فروع اللغة الإنجليزية ما بين الترجمة و اللغويات و الأدب ، شاركتُ ببضع مشاركات فقط فتفاجأتُ برسالة من الأستاذة المبدعة أحلام الوهيبي تخبرني برغبتهم بأن أنضم لطاقم الإشراف ، رحبتُ بذلك فكنتُ مشرفةً لقسم الترجمة .
مسيرتي مع الترجمة بدأت منذُ أول قصيدة إنجليزية درستها فلقد حاولت ترجمتها إلى العربية و بمتعة كبيرة أفلحتُ في نقلها بوزن و قافية نظراً للملكة الأدبية داخلي و لله الحمد ، استمر الأمر بهذه الصورة أترجم مقاطع من قصص أو قصائد حتى وجدتُ منفذاً للنشر في بعض المطبوعات و المواقع .

أخواتي إخواني
ما رأيكم بأن أعطيكم نبذة صغيرة عن الجمعية العلمية السعودية للغات و الترجمة ؟؟
تأسست الجمعية بناءً على الموافقة على إنشائها من لدن مجلس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في جلسته المنعقدة يوم الإثنين 10 شعبان 1424 هـ, الموافق 6 أكتوبر 2003 م, ومقرها كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام بالرياض .
رئيسها الفخري :
صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبدالعزيز (حفظه الله)
وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء

أهداف الجمعية:
تنمية الفكر العلمي في مجال اللغات والترجمة والعمل على تطويره وتنشيطه.
تحقيق التواصل العلمي بين أعضاء الجمعية.
تقديم المشورة العلمية في مجال اللغات والترجمة.
تطوير الأداء العلمي والمهني لأعضاء الجمعية
تيسير تبادل الإنتاج العلمي والفكري العلمية في مجالات اللغات والترجمة بين الهيئات والمؤسسات المعنية داخل المملكة وخارجها.
الإسهام في التعريف بالكفاءات العلمية المؤهلة في مجالات اللغات والترجمة.
دعم وتشجيع البحوث العلمية في مجالات تخصص الجمعية.

رئيس مجلس الإدارة الحالي هو :
الدكتور أحمد بن عبدالله البنيان (أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
و قد تجاوز عدد أعضاء و عضوات الجمعية 300 شخص على حد علمي ..
هذا ما تيسر لي في الحديث عن الجمعية السعودية للغات و الترجمة ..

دعواتي

السبت، 20 يونيو 2009

وجه القرية !

بسم الله الرحمن الرحيم

وجه القرية

لم يتبقَ في هذه القرية سوى بعض الذكريات و كثيرٍ من المرارة.
هاجرتها الطيور رغبةً بالأملِ و رهبةً من الضمور ، مازلتُ أتذكر تلكم الطرقات الصغيرة ، مزارع النخيل ، وجه الفلاح عبد الله و أرغفة الخبز ، حينها لم يكبر داخلي الألم أو يتعاظم الحـُـلم ، فقط كنتُ أرقبُ ببياض !
و الآن مثخنةٌ بالمشاهدِ الداكنةِ أنا ، و عروق صدري لا تتسع لمزيدٍ من الحرارة .
انطفأ وجه القرية و بقيتْ سهامها !


ملاك الخالدي .. الجوف

الأربعاء، 10 يونيو 2009

أراجيحُ الذاكرة !

بسم الله الرحمن الرحيم

دُعيتُ إلى المدرسة التي درستُ فيها المرحلة الابتدائية (الابتدائية التاسعة عشر في مدينة سكاكا) ، فكانت هذه الأبيات :

(أراجيحُ الذاكرة ! )

يا قلبُ يا قـلبُ غـــرّد في العـلا ألــقــــا
و اخلع هــمــومك في الآفاقِ منطـلـقــا

يا قلبُ بدد طــيـوفاً طالــمـــا ذرفـــــت
حُـــزْناً و لا تتـــركن الدمـــعَ مُـتـسـقــا

يا قلــبُ هيا .. فإن الصــبــحَ أخبــــرني
أن الأغاريــدَ تـأبى الحــزنَ و الأرقــــا

و أن نبــض الأمانــي قـــام مـــرتـــديــاً
ضوء الندى و الأسى من صبحهِ أَبــَــقـَـاً

هــــنــــا تنـاثــرَ وردٌ و انـتــشى أمـــــلٌ
هــنــــا نــمى مشرقـــاً في الكون منبثـقا

هــنــا رأيتُ الـــدُنا يومــــاً كأحجــيــــةٍ
و تــارةً قــصــةً تسـتــمـــرأُ الـقــلــقــــا

هنا وجـــوهٌ كريـــمـــاتٌ أبـــادلـــهــــــا
حــبــاً فتـنـثــالُ أبيــات الهـــوى ودقــــا

لطالما أغــدقـتـنـي مــــن بشاشــتـــهــــا
فأمطـــرت خافـــقي من حســنــها عبـقـا

أتيتُ و الشــوقُ في الأعــمــاقِ متــقــــدٌ
و في شفاهي يفورُ الحــرفُ منـعـتـقـــــا

لكــنـهُ يتـــوارى فــي دمـــي خـجــــــــلاً
فــمـــا أنا و القــــوافـي إذ رأتْ شـفـــقـــا

تكالـــب السعدُ في الأحشـــاءِ مختـــلجـــاً
بدمعــةِ الذكريـــــــاتِ البيضِ فاتــفــقـــــا

أكرم بكم يا طــيـــوف القلــــبِ إن هــنــا
لخافــقــي دوحةٌ لا تعــــرفُ الرهــقــــــا

و (زعــبـــلٌ )* إذ يناجـيـنــي بطلــعــتــهِ
في كـــلِ صبحٍ فيعــلو في دمي سـَـمـِـقــا

يا هـــذه الــــدوح أهـــواكِ أنـــا أبــــــداً
ستخـفــقــيـن بقلـبــي كــلــمـــا خــفــقـــا

يا رب أكـــرم ترابــاً بــــتُّ أعـــشــقـــهُ
و اجعلهُ يا ربِ في الأرجـــاء مــؤتـلـقـا

و ارحمهُ في كل حيـنٍ و اســقِ أفــئــدةً
من الرحائــــــــم غيثاً صيـّـباً غـــدقــــا

أَبـَـقا : أَبـَـقَ أي هرب {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ }الصافات140
ودقا : الودق هو المطر (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ) النور 43
الرهقا : للرهق معانٍ كثيرة منها الحيف و السوء (فزَادُوهُمْ رَهَقاً ) الجن6
*زعبل : قلعة أثرية قديمة مـُـطلة على المدرسة ..



ملاك الخالدي


الجمعة، 5 يونيو 2009

قراءة في نص أريج برائحة الحب ..

بسم الله الرحمن الرحيم

قراءة في نص أريج برائحة الحب

قامت بها الأستاذة : تهاني إبراهيم
المصدر : شبكة قامات الثقافية

قـــراءة في نص "أريج برائحة الحب" لملاك الخالدي
بقلم / تهــاني إبراهــيم


مع بدايات الولوج في نص " أريج رائحة الحب"تبدأ فتاة النص في محاورة مع صديقتها برسم صورة لبطل النص حيث ترسم لنا ملامح واضحة لشخصيتة مثل مرحة وشجاعته وجميل منطقة وحواره فقد أستخدمت لغة واضحة مباشرة ومن ثم بدأت تتوغل أكثر لتصف لنا نشاطاته الثقافية والعملية لتترك فينا إنطباع إيجابي عن هذة الشخصية المتميزة ثم نجد عنصر تشويق في الزمن حيث أنهن يستغلن وقت الفراغ مابين المحاضرات ليكن هذا البطل هو العنصر المتميز للنقاش وتبادل الأحاديث والحوارات..ثم بعد ذلك أفصحت عن هذا البطل ليظهر لتتجلى لنا صورة الأب الوقار وهوالمهندس عبد الله والد أريج حيث أن الصور أتضحت وأفصحت عن البطل الحقيقي لهذة الحوارات الشيقة العذبة ثم تفصح لنا فتاة النص عن حقيقة إعجابها وتعطشها لسيرة هذا الرجل الذي يمثل لها صورة المثالية والكمال والنضجولأن غالبا ماتقترن مشاعر الحب بالغيرة .. نجد سؤال الزميلة المبطن بالحيرة المتوشح بالشك قائلة لأريج : "الا تغارين على والدك؟"ومن ثم تطرقت فتاة النص لرسم صورة إنسانية لأريج وكيف هي ذات عقلية منفتحة وفضاء روحي راقي مترفع عن سفاسف الهمز واللمز فنتلمس من هذا الوصف أن أريج إقتبست هذا الشئ من والدهاوكأن سلوكها المثالي محاكاة لسلوك والدها.ثم عدنا الى حيث المهندس عبد الله وفتاة النص التي تحوي حقيبتها كتبه وقصاصات "الصحف" التي تحوي أخبار عنه وكيف أنها تجمعها في ملف خاص وهنا إشارة الى رغبتها في الإحتفاظ بما لديها مما يحمل بصمة المهندس عبد الله وكيف أنها تزرها بإنتظام وكأنها تنعش ذاكرته بها كل مساء !! وبعد ذلك إتضح السبب حيث أن أريج تهدي لفتاة النص كتب والدها التي أهداها لأنها لاتقراءها وترى في صديقتها صورة الفتاة المثالية التي تمناها والدها !! ونعود بعد هذا لصورة أريج الانسانية وصراحتها ولا مبالاتها أحيانا /وهذة بعض الصفات السلبية في أريج تكملها صفات فتاة النص ويبدو أنها تكون أحيانا وبال عليها وكيف أن "سوسن" وهي مثال للشخصية المغايرة لأريج قد تحول الصفاء والنقاء الى هم وبلاءفي صورة توضح شخصها النقيض لأريج والتي ستتسبب لاحقا في إيجاد نقطة المكاشفة النهائية للنص!! وهذا يستوجب من صديقتها وهي فتاة النص أن تهتم لمشاعرها وتصون شفافيتها وتخاف عليها من ثم تحملنا الكاتبة الى نقطة التحول النهائية والتي تضعنا في مكاشفة لكل أبجديات النص عندما تصف صورة والدة أريج الدامعة الحزينة وهي توصي صديقتها عليها وتفسر لنا إهتمام الصديقة بأريج وعتدما قالت "يذرف قلبي من الالم" حيث إستخدام الزمن الحاضر دليل على إستمرار الألم والشجن وذهاب اريج للكفتريا بسبب الجوع الذي كما يبدوا ان الكاتبة أستخدمته كرمز للحرمان الذي تعانية أريج ورنين هاتفها المحمول الذي جاء كتذكار للوجع لتظهر سوسن من جديد والتي تتبجح بعبارات الألم وتفسر سبب قلق صديقة أريج من أن تؤذي مشاعرها حيث أفصحت عن حقيقة وفاة هذا البطل منذ ثمان اعوام وكيف أن وفاء أريج لذكراهـ الطاهرة لم يمكنها من النسيان إنما تركها تستحضر جميع ذكرياته وكأنه واقع راهن وكيف أن نبل صديقتها وتقديرها لوالدة أريج جعلها مثال إنساني لعنصر الخير والحب والوفاء ....!!
أهنئ ملاك على هذا النص فهي نجحت في إثراء الفكرة التي تهدف لإصالها وطرقت بأرواحنا نواقيس الشجن في لغة واضحة وفكرة رسمت بتشويقليكن عنصر المفاجاءة الحزينة حاضر مع تكامل في النص ورسم الشخوص المتمثلة في عنصري الخير والشر حيث السرد المتلاحم بوجدانية والومضات الشفيفة التي كانت تسوقنا الى خاتمة الحدث بتميز

تحيتي وتقديري

الاثنين، 25 مايو 2009

أريجٌ برائحةِ الحب!

بسم الله الرحمن الرحيم



قصتي هذه فازت بالمركز الأول في مسابقة القصة القصيرة التي أجرتها شبكة لها أون لاين و لله الحمد ، و كانت لجنة التحكيم مكونة من النقاد : الدكتور حسين علي محمد حسين ، القاصة صباح الضامن ، الدكتور محمود توفيق حسين ، القاص مشعل العبدلي ، حيثُ أعلن عن المسابقة في بداية شهر ربيع الثاني و قد ظهرت النتائج هذا اليوم الأول من جمادى الثانية حيثُ تُـوجت قصتي بالمركز الأول .

و إليكم القصة:

(أريجٌ برائحةِ الحب!)



كثيراً ما تحدثـَتْ عن ندواته ، رحلاته و مؤلفاته ، عن جلسات الحوار التي كان يعقدها معهم ، عن صراحته و مرحه ، عن مواقفه الشجاعة و كلماته المختلفة .
كنا نقضي أوقاتَ ما بين المحاضرات في مناقشة أفكاره و جوانب شخصيته.
لقد كان والدها المهندس عبد الله هو البطل الحقيقي لجلساتنا يومياً.
فأريج لا تمل الحديث عنه و أنا لا أخفي تعطّـشي لسيرته الجذابة ، حتى أن زميلة ً سألتها: ألا تغارين على والدك؟!
لكن أريج كانت ذات عقليةٍ مختلفةٍ و فضاءٍ شاهقٍ جعلها تدفن كلمات الهمزِ و اللمزِ بعيداً عن حياتها البيضاء.
كانت تغدقني بالكتب المتنوعة التي تكتظُ بها مكتبة والدها الفارهة ، حتى وددتُ لو أنني أحظى بربع ما تحويه مكتبة المهندس عبد الله!
فما أن أضع حقيبتي على السرير إلا و تميل لتبوحَ بكتابٍ و قصاصاتِ جرائد تحوي مقالات والدها المهندس أو خبرٍ عن ندوةٍ ألقاها أو دورةٍ أقامها ، ألملمها في ملفٍ خاص و أضيفُ ذلك الجديد إلى مكتبتي الصغيرة التي أزورها كل ليلة.

أخبرتْني ذات يوم أنها تراني تلك الشخصية التي تمنـّاها والدها لذا هي تمنحني كل كتابٍ أهداها إياه طالما أنها لا تقرأ!
و كثيراً ما نقعُ في حرجٍ شديدٍ أمام الزميلات جراء اللامبالاة الشديدة و الصراحة النادرة في شخصية أريج ، حتى أنني حذرتها من الحديث العفوي و خصوصاً أمام سوسن بالذات ، فستجعلُ النقاءَ بلاءً و ربما آذتنا بكلماتها الجارحة.
كنتُ أخشى على أريج فهي إنسانة شفافة مثلي تماماً غير أنني أُفضِّل أن أتألم على أن تلامس أذنيها حروفاً قاتمة ، كما أنني أستحضرُ وصايا والدتها جيداً حين كانتْ تـُـذكّـرني بأريج بعينين دامعتين ! ، كنتُ أعرف سبب هذه الدموع و سر الاهتمام فيذرفُ قلبي مزيداً من الألم !

بعد خروجنا من الامتحان و لأن أريج كانت تتضورُ جوعاً كعادتها فلقد رمتْ بجوالها إليّ و أسرعت إلى الكافتيريا لتجلب بعض الفطائر ، فإذا بصوت سوسن يأتي من الخلف : مسكينة أريج يا بنات لم تستطع نسيان والدها رغم وفاته قبل ثمان سنوات!

ملاك الخالدي.. منطقة الجوف

الاثنين، 27 أبريل 2009

لا تأسَ يا قلبُ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تأسَ يا قلبُ




لا تـــأسَ يا قـــلبُ إن غـــنّــى لك الألــمُ
و شقشق الحزنُ و استشرى بكَ الـــسقــمُ

لا تــأسَ يا قــلـــبُ فــالأيـــامُ غـــاديـــةٌ
تُـبعــثـــرُ الدمعَ و الآهـــاتُ تنصـــــرمُ

لا تأسَ يا قـلبُ لا تعـــبأ بما صنــعــــت
أيدي من استمرؤوا زيـفــاً و من ظَـلَموا

لا تــأس يا قـلـــبُ فالأشــجــانُ أُغـنـيـةٌ
جــذلى ، فَغَـنِّي لـمـن في بـؤسهم سئِموا

لا تأسَ يا قـلبُ و اصنـع من قساوتـهــم
جســراً إلى المجدِ حتى يُـعرفَ العَـلَــمُ

لا تأسَ يا قــلبُ كم قاســيـــتَ من محنٍ
فكنتَ طـوداً و ماجــت دونك الـقــمــمُ

لا تـأسَ يا قـــلبُ .. يا قـلـبـاهُ كم نَزَفَتْ
عروقك الطهـر حتى أُثــخــنَ الجـســمُُ

و ما اسـتـدرت لهم ، يا قلبُ ما بَرِحَتْ
جـــراحُ دنياك حــتــى لـفّـهــا الـعـــدمُ

لا تــأسَ يا قــلـــبُ .. يا قــلــباهُ إن لنا
إن أسرفَ القومُ في أحـقـــادهم (حَكَمُ)

كصفـحـةِ الـبــدر في الظلماءِ مـنـبـلـجٌ
أتـتــهُ روحــي بـدمـــع القلبُ تضطرمُ

إليك يأوي فـــؤادي يا ضــيـاء دمـــي
و هــل لغــيــر رحاب الله أقـتـحـــمُُ؟!

لا تأسَ يا قلبُ و اصفحْ أينما هَطَلـتْ
معـــاولُ الشـــرِ و ليغتالها الحِــلــــمُ

لا تأسَ يا قلبُ و ارســـم كل ضائـقـةٍ
شعراً على مسرح الأوجاعِ يـبـتـســمُ

فسوف تمضي القوافي حيثما عَصَفَتْ
ســودُ الديـــاجي ليسلو عـندها الكَـلِـمُ


ملاك الخالدي الجوف


الاثنين، 13 أبريل 2009

لا مكان للغرباء!

بسم الله الرحمن الرحيم





لا مكان للغرباء!

(موت اللوتس)
أنت غريبٌ يا (آرثر)
لا مكان لكَ في مدينةِ النخاسةِ هذه
كلُ ما فيها ليس لورودك البيضاء
اذهب إلى حيثُ لا دموع
حيثُ لا بقع نتنةٍ تؤذيك
ففي هذا المكان تحتضر العصافير
و يموت اللوتس!

(نورسٌ وحيد)
الصباحُ هنا مختلف
أستيقظُ كنورسٍ وحيد على شاطئ مأهولٍ بالضجيج
أبحثُ عن مخبأٍ بلا ملوحةٍ
فلا أجد ..
أستجدي عطف المكان
فيغتالني المستحيل !

(مدينة القلق)
نعيشُ بلا أمل
بلا أمان
بلا قصيدة
قَـدَرُنا أن نعيشَ على كفاف الخوف و الحزن و الحروف البائسة!
ملعونٌ هذا الأسى في مدينة القلق هذه ..
حيثُ تقف العصافير بلا أجنحة !


(الأرض القاسية)
ستجذبنا الأرضُ إلى رمالها القاسية
ستقتلعُ خلايانا
تهرقُ ماء أجسادنا
تصلبُ أرواحنا
آهٍ يا أضلاعي المرتعشة
أضناكِ الوجع
إلى متى ستتضورينَ ألماً؟!
انزحي حيثُ تُـمكن الحياة!

(سأخلع اسمي!)
فلنترك كلَ شيء
حتى هذه الأوراق
فبرغمِ بياضِ حبرِنا
إلا أن تلكم الوجوه
أورثتها شيئاً من بريقها الداكن
سأخلعُ كلَ شيء
حتى اسمي
إن كان مرتبطاً بحبال الوراء!

(ورقة مختلفة)
لا تحكِ لي عن دموعك
لا تحدثني عن صديدك
لا تريني قلبك الضامر
فما عدتُ ليلكَ الأنيس
و ما عادَ قلبي ذلك الطيف!

ملاك الخالدي _ الجوف

السبت، 28 مارس 2009

غوايةٌ بيضاء !

بسم الله الرحمن الرحيم
(غوايةٌ بيضاء!)
مرّ بنا يوم الشعر و على طرَفِه نظمتُ هذه الأبيات:
هــا قد أتيتَ من الــعــلاء بيــانـــا
عـــذباً رطـيــبــاً فـاتـنــاً ريـــانــا

ها قد أتيتَ فكـــل حـرفٍ في دمي
أفضى اللواعــج للمدى نشــــــوانا

و تراقصتْ كـــل القوافي بهجـــةً
و اهــتــز وجهُ العابـسـيــن ولانـا

و تـنـاثرَ الصبحُ المـنـيـرُ مُـغـرداً
فوق الــفـيــافي مُـسرجاً ألحــانــا

مالي أرى وجه الفسيحــةِ أبيضـاً
بعد الســوادِ و للبـهــاءِ مــكــانــــا

يا أيها اليوم الكريم مضى فـمــي
يزجي القريضَ على الربا ألوانـا

ما كان قــبل اليومِ سهلاً طـيّـعــاً
و اليوم يهطل من دمي جــذلانــا

يا فرحةً ملأتْ دموعي نـشـــوةً
و كست عظامي عســجداً ريحانـا

ما خلتُ نـوركَ يستبيحُ مكامني
كــلا و لا يُـحيي الــرؤى أفـنانـا!

لكنّ طـلّـتــكَ البهــيـــةَ أيقظـــتْ
جـمـرَ الشعورِ و أَخـمَـدت نيرانــا

فمضتْ مفاتنُ فكرتي مســــرورةً
مُـذ قال داعي الناظمين : الآنــــا !

يا شعرُ يا طهراً تواتر مُـذ بـــدا
لونُ الحياةِ على السهولِ و زانـــا

حرّرت أرواحاً و أزجيت الورى
نحو العلاءِ إلى الذرى تيــجــانـا

أسرجتَ آمال الشعوبِ حـكـــايةً
و هطلتَ فوقَ جراحنا هـتّـانـــــا

يا شعرُ لا تذر الدموعَ حبيـســةً
كن جسرها وأسبر بها الأزمانـــا

أنتَ الذي سرمــدتَ كل فضيلــةٍ
و جعلتَ من جرح الأُوْلى سلوانا

فخذ انعتاق الحزنِ في روحي و طف
كل الزوايا و اعــقـر الأحـزانـــا

فلقد تمادى الحزنُ داخلَ خفقـتي
و رأيتُ نورَ صباحنا أكــفــانــــا

حتى وجدتُ الشعرَ وهجاً حائراً
فهمى على شط اللـقــــاءِ كلانا!

هيا نضيءُ الــدربَ إن طريقنـا
إن لم نبُـــح بــوجــــودنا أدمانـــا

هيا نبعثرَ كــــــــل آلام الـدُنـــا
لتضــوعَ في روحِ المدى أوزانـا

ملاك الخالدي .. الجوف

الأحد، 22 مارس 2009

و ترجّـلَ الحزنُ غربةً !

و ترجّـلَ الحزنُ غربةً !
لم تكن الأيامُ الخالية إلا دخاناً أبيضاً
يفري القلب و يمحّص الشبابيك
كانت أشواكاً ملونةً
حسبتـُـها أرجوحةً على شاطيءٍ مُـكتظٍ باللاجئين
اقتربتُ منها
فإذا هي (حسرةٌ) تسعى
كسَـرتْ ضلعين فهوت أحزاني
أسفل القلب ..
لم يكن هذا الألمُ حديث عهد
و لا وليد ثوانٍ باردة
بل انعتاقاً شاحباً
حين ترجل الحزنُ عزلةً
بعد مزيدٍ من الانتكاسات !
لا شيءَ جديد سوى بعض ماء
أهرقتهُ سحبٌ ملطخة بخطيئة التفاح
سأحترقُ مادمتُ (أنثى)
فهناك من يأبى اضطجاع (تائي) مكانها الصحيح
فستـُــجر بالكسر بعد بنائها على السكون ..
ليتَ لآمالي المتكسرة جبال جليد
لأموتَ هناك ...
لا أن أحتضر على قارعة الزمن
كطفلٍ لقيط
أو زنجي سـُـلب حريته ..
ما أكرم السماء
و ما أقسى الأرض
ما أشد أن تموتَ بين قسرٍ أهوج
و خيانةٍ بشرية
بطعم التفاح
دعوني أعتزل أرصفة الضجيج
أموت بلا صوت
كما أردتم !
ملاك الخالدي _ الجوف

الثلاثاء، 17 مارس 2009

الأسطورة في دراما برنارد شو ..

نُـشرت هذه الرؤية في المجلة الثقافية لصحيفة الجزيرة في زاوية أنهار ..
الأسطورة في دراما برنارد شو !
أستطيع القول أن (بيجاماليون) إحدى أشهر مسرحيات الدرامي الكبير (برناردشو).. دعوني أتوقف مع عنوان المسرحية.. إنه اسمٌ لبطل أسطورةٍ إغريقية.. فكما تمكن بطل المسرحية (هجنز) من صُنع (إليزا) كسيدة راقية بعد أن كانت فتاة سوقية فقد تمكن البطل الأسطوري (بيجاماليون) من صنع امرأة جميلة تُدعى (جالاتا)!! إلا أن هناك مفارقات عدة منها أن هجنز لم يشعر بعاطفة تجاه إليزا لكن بيجاماليون أسرف في حب جالاتا التي تزوجها لكنها لم تبادله العبق العاطفي فعاشا حياةً باردة كما قرأتُ في عدة مصادر.
الأسطورة:

بيجاماليون اسمٌ لنحاتٍ في الأسطورة الإغريقية، عاش بيجاماليون في قريةٍ تُدعى (آمثيوس) و قد فرّغ نفسهُ لتماثيلهِ التي كان يشعر بأنها هي فقط الأشياء الجميلة من حوله، عُرف عنه أنه رجلٌ يكره كل رفيق و بالأخص نساء (آمثيوس) اللاتي يثرن اشمئزازه. هؤلاء النسوة رفضن إلوهية آفروديت (آلهة الحب) فعاقبتهن الآلهة بجعلهن يفقدن الشعور بالحياء لذلك اكتسبن سمعةً سيئة. آمن بيجاماليون بآفروديت كآلهة وتوسل لها بأن تبعث الحياة بأحد تماثيله، إنه التمثال العاجي الذي أطلق عليه (جالاتا) وأمضى وقتاً طويلاً في صنعه، وقد وقع بشدة في حب ذلك التمثال التي وهبته آفروديت الحياة.، أصبح التمثالُ امرأةً جميلة (كما صنعه بيجاماليون) ومن ثم تزوجها.
(من مقدمة المسرحية ، ترجمة : ملاك الخالدي)

مقطع من مسرحية بيجاماليون :
- تنظر إلى نفسها لآخر مرةٍ في المرآة، فجأة تغادر الغرفة بعد أن تطفئ النور من قرب الباب.
- في تلك الأثناء في الشارع كان (فريدي إينسفورد) -
المحروم من حبيبته
- يحدق إلى الأعلى موجها موجهاً نظره إلى الطابق الثاني حيث ما تزال إحدى النوافذ مضاءة، ينطفيء النور، تخرج (ليزا دولتل) فجأة.
- فريدي: عمتِ مساءً يا حبيبتي!
- ليزا: ما الذي تفعلهُ هنا؟
- فريدي: لا شيء! أقضي معظم أوقاتي هنا، إنه المكان الوحيد الذي أجد فيه سعادتي، لا تسخري مني آنسة دولتل!
- ليزا: لا تدعوني آنسة دولتل، أ تسمع؟ ليزا كافٍ بالنسبةِ لي، (تتوقف عن الكلام وتمسك كتفه) أنت تعتبرني عديمة الشعور قاسية القلب، أليس كذلك؟!
- فريدي: أوه كلا كلا ، كيف تتصورين مثل هذا التصور؟؟ أنت الأعز والأفضل.
* * *
(صفحة 80 ، مسرحية بيجاماليون ، لونغ مان ، ترجمة: ملاك الخالدي)

الأحد، 8 مارس 2009

أحداث ثقافية حولي!

بسم الله الرحمن الرحيم

(أحداث ثقافية حولي)

صدرت قبل أيام مجلة (الجوبة) الثقافية _الجوبة : اسم قديم للجوف_ ، تضمنت العديد من المقالات الأدبية و النقدية و عدد من القصص القصيرة و القصائد ، و لي فيها قصيدة .. أنصحكم باقتنائها ففيها فسحة للعقل و الوجدان ..

و من المصادفات الجميلة حين كنتُ قبل أسبوع في مكتبة (الصدّيق) فإذا بنسخ من مجلة (سيسرا) الغراء تعانق ناظريّ _سيسرا:اسم بئر أثري في الجوف_ ، فسارعتُ لشرائها برغم توفر عدة نسخ منها لدي ، لقد شعرت أنها جزء مني!
كيف لا و هي ضمت حروفي ...

و من الأمور الرائعة اكتظاظ معرض الكتاب الدولي في الرياض بالرواد و هذا مؤشر إيجابي بالتأكيد ، فأسهم القرءاة ارتفعت في السنوات الأخيرة مما يبعثنا على التفاؤل و يبشر بمزيد من الضوء في أفق المستقبل!

و حصتي من هذا المعرض:
(الإسلام و حقوق الإنسان) لمحمد عمارة
(الأسئلة المحضورة .. التأزم الفكري في واقعنا الإسلامي المعاصر) د.عبدالكريم بكار و علاء الدين آل رشي.
(حكاية الحداثة) عبدالله الغذامي
(ملامح المستقبل) د.محمد الأحمري
و كتب أخرى فكرية و أدبية ..

أدعوكم لأن تشاركوا بأسماء الكتب التي قمتم بشرائها من المعرض ....

تشكراتي

الاثنين، 2 مارس 2009

غزة الفخر!

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة الغزاوية نظمتُـها إبان محنة أخوتنا الأحبة في غزة الكبرياء و قد أنشدها الأخوة في فرقة الأمواج للإنشاد و صدرت في ألبوم (و انتصرت غزة) لذا فأنا أتوجه لهم بالشكر لنصرتهم أخوتهم في غزة .. نصر الله المستضعفين في كل مكان ..

(( غزة الفخر ))

جودي من العز يا أرضاهُ و اسقيني
يا غـــزة الفخــــر يا أم القــرابـيـــنِ

جودي على الأرض من تاريخ أمتنا
و أيقظي ها هنا صـمـــت الملايـيــن

جــودي علـيـنــا فإن النوم ألبـســنـــا
من المـهــانــةِ ما يكــفــــي لتأبيــني!

جـــودي علــيــنــا فـــإن الذل أغرقنا
دمٌ يُـــراقُ على مرأى الســلاطــيــنِ

جــودي فأبــنــاءُ هـــوذا أهرقوا دمنا
عند الــنــهـــار و في كــل المياديــنِ

يا غــزة الفـخــر يـا نــوراً يــراودنا
عند احـلـكـاك الدجــى رغم الثعابيـنِ

رحــمُ الشــهــادة أنتِ يا شموخ دمــي
سـلـوا اليتامى ، سلـوا قـيـدَ المساجيـنِ

سلوا الدموع التي من فوقها سُـكبتْ
سلوا المنافي سلـوا نزف الشرايـيـنِ

سلوا الحروف التي باتت على شفتي
من يا حروفي التي بالعزم ترويني؟!

يا (غــزتي) ما رأيتُ القتلَ مجـزرةً
رأيــتــهُ في العُــلا أصــداءَ تمكيــنِ!

فإن تــراءت خـيــوط الليـل ألويــــةً
فإن خيط الضحى نــــار المساكــيـنِ

سيحرقونَ به صهــيــونَ منتــكــســاً
لتفرحي يا ربي الزيـتـــون و التـيــن

يأتــي بلالٌ ينـــادي كــل أمــتــنـــــا
أن هـــا هـــنــا سـنـُـصلي أخوة الدينِ

لا تأبهي سيــنــادي في الــبــلاد غـداً
على الروابي على كل الـبـســاتــيــنِ

دعوا فؤادي يناجــي دمعـــةً ثـــكـلــى
تدحــرجت ها هنا قـســراً لتكويـنـــي

دعــوا دموعي تناجي لفـحــةً هطــلـت
من غزة الفخر في ليل المُــحـبّــيـــنِ

يا قبلةً تنســجُ الآهـــات في دمــنــــــا
فألفظُ الحـــزنَ أبـيــاتاً تواســيــنـــي!

يا غزة الفخر قــيـــد القدس أرهــقـني
و معصمي لم يزل بالنزف يؤذيـنـــي

متى أراكِ بلا قـيــدٍ تطـــوف بـــــك
مباهجٌ و ابتسام الشمس يـُــحيـيـنــي؟!

ستشرقُ الشمس يا أرض الفداءِ غداً
فلنمسح الحزن ، وعــد الله يكفينـي

ملاك الخالدي

الأربعاء، 25 فبراير 2009

ثمة مفاجآت!

بسم الله الرحمن الرحيم

(ثمة مفاجآت!)

لم يكن شخصاً عادياً ، فعلى الرغم من شكله التقليدي و ملامحه الموحية باللاشيء إلا أنه فريد!
أحبُ هدوءه و حروفه بالدرجة التي أحب فيها تقطيبة حاجبيه و انفعالاته الباهتة .
كنتُ أكتب في دفاتري خواطر أناجيه فيها و أرسم بعينيَّ على السماء وجهه اللامبالي كل ليلة .
الساعة السادسة صباحاً تشهد فورة مشاعري حين أنقضُّ على جهاز الحاسوب الخاص بي لأتابع تطورات مقالاته التي ينشرها في موقع يُـعنى بالسياسة و الاقتصاد !
نعم في السياسة فبرغم كرهي لها إلا أنني منذ مدة ليست بالقصيرة أصبحتُ أتابع القنوات الإخبارية و أقرأ بعض المقالات الصحفية كي ألم بأطراف حروفه المتشابكة .
كنتُ أرسمُ في مخيلتي أسلوب حياته في بيته ، لابد أنه مرح متسامح يتعامل مع أطفاله الخمسة برحمة و حزم ، و أظنهُ حين يمشي في الشارع أو حين يكون بين أصدقائه وديعاً رزيناً ، في نظرته تجتمع الحكمة و فصل الخطاب !
كنت أحدّث أختي شذا عنه كثيراً حتى أنها وصمتني بالثرثارة ، لم أعبأ بها كثيراً و واصلت الثرثرة إلى أوراقي الخاصة جداً .
ذات صيف لم أكن لأصدق الأمر ، كادت عيناي أن تلتصقا باللوحة المعلقة على الجدار المحاذي لجامع حارتنا الصامتة ..
يا إلهي محاضرة للدكتور أنور !! الدكتور أنور !!
سيأتي لمنطقتنا ! سأراه يتحدث و يضحك؟! سأستمتع بحديثه باذخ الرقي و نظراته اللامبالية ؟!

على الموعد أتيت لكن القاعة النسائية خالية ، لا بأس فمعي كتاب (الدولة الحديثة) للدكتور أنور سأجول بين كلماته حتى تزدان الشاشة بأنواره .
كانت ليلةً محفورةً في كبد القمر زفتها الفراشات إلى مملكة الخلود في أعلى القلب .
بعدها خاطرت و كتبتُ مقالأً انطباعياً صغيراً و أرسلته لإيميل الدكتور أنور بعد كثيرٍ من التردد .
بعد أيامٍ هطلت رسالته المذيلة باسم (والدك أنور ) !!!
ملاك الخالدي _ الجوف

الأحد، 15 فبراير 2009

لا أجيد الفرح

بسم لله الرحمن الرحيم

هذه قصيدة نظمتها قبل شهور .. متشحة بالحزن لكن أعدكم بسطور تضجُ فرحاً في الأيام القادمة ..

(لا أُجيد الفرح)

سيشرقُ وجهِ الصبحِ في ضوئهِ الأقسى
لأبـحــر مكلــوماً و أستصرخُ الـنـفـسـا

سيشرقُ وجه الصبحِ كي يقتـل الـغـوى
بأرواحـنـا حـينــاً فلا نبصـرُ الشـمـســا

إلامــا سنمـضي في صبَابَــاتِـنـا و مــا
نرى غير أحزانٍ و نستعـذبُ الـيـأســا

أرانـا كـغـيــمٍ لا يـــزالُ مُـكــــتَّــمــــاً
فلا أسـبـــل الهـتانَ أو ضمهُ حـبــســـا

أرانــا تـمــزقــنــا فــلا الـبـحر خانـنـا
و لا هو أوفى و اصطفانا إلى المرسى

سـيـلـفـظـنــا صـبـحٌ و لـيــلٌ و ما لـنـا
ســوى أمــلٍ بــاقٍ بأرواحـنــا رِمـسـا

إلامــا سـنـبـقـى غـنـــوةً لحنها الأسى
فـلا هــي تغــدو للسـعـــادةِ أو تـُـنسى

إلاما سـأبـقى طائـــراً بـــثَّ حزنَـــهُ
فلم تـعـبـأ الأقدارُ أو تدفــعَ الـبـؤســـا

إلاما سـأهذي كــلَ أوجــاع خافــقـــي
و أسـرجهــا للكونِ مخـمــورةً حِسَّــا

و لا أبصـرُ الآمـــال إلا فــراشــــةً
تداعــى جناحاها فـغـادرَتْ الأُنــســـا

رضـيـتُ بأحزانـي و كــلَ مدامــعــي
و لم ترضَ أحزاني فتعسا لها تعـســا

تـغـرّبُ بي حيناً و تفــري أضـالـعـي
و تــرمي بأحلامي تُنـكِّـسُهـا نـكــســا

بـعـيـنيَّ آلام الــمـنـافــي و داخــلــي
شـهـيـدٌ تـفـانى باع مـيلادهُ بــخــســا

سأطـوي جراحاتي هنا في قصيدتـي
أعـاقــرها فـي ليل أوجاعـنـا كـأســا

ملااك الخالدي

السبت، 7 فبراير 2009

طقوس الزيف !

بسم الله الرحمن الرحيم

(طقوس الزيف!)

سأهذي تحت ظلام أفكاركم ..
تمارسون طقوس الزيف ..
فأبتعد لأثرثر بصدق !

من طينةٍ آدمية خُـلقنا لكننا نلعن إنسانيتنا كل حين ..
لا نعبأ بتلاشي الفضيلة فنرتدي زيفاً ثياب الطهر!
كم نحن كاذبون حين اعتقدنا أننا نمارس الحق!
كل ما نفعله أننا نصنع تماثيلاً لنزين بها بيوتنا السوداء الخاوية ..
فإلى متى سنعاقر الزيف؟!

في القلب سينبلج النور ليبتر الجوارح الآثمة التي طالما تمنطقت الزور !
في القلب سيحيا الإيمان بعيداً عن مظاهرهم المزيفة التي تلعنها الملائكة كل صباح!
متى سنقشع قناع السفور و نبدي حجاب الطهر
فوجه السماء يكتظُ بالرحمة ..

ملاك الخالدي الجوف

الثلاثاء، 27 يناير 2009

شرود الربيع !

بسم الله الرحمن الرحيم

(شرود الربيع)

أيا غـــربــةً ها هنا في ضلوعــي
تمادت و أدمت فؤادي الكــلــيــل

أما آن للصبح قــربُ انــفـــراجٍ
أما آن للـــــزفـــرات رحـيــل؟!

أما آن للـــزهــــرِ أن يــتـــرامى
فقد طال لـيــلُ الدجى و العويـــل

مللتُ اصطبار الأسى دون شكوى
مللتُ مناجاة حــزني الجمــيــــل!

مللــــتُ شـــرودَ الربيـعِ بــعــيــداً
مللتُ وجـــــومَ الخريف الطويـــل

مللتُ تفاصـيــلَ عمري و مــــاذا
بُـعيدَ اغـتـرابي .. أما من سبيل؟!

أيا ليلُ هــلاَّ أجبــتَ انشـطــاري
و بوحي أم البــوحُ يبدو ثقــيـل؟!

أيا ليلُ هــا قـد لـثــمتُ جــراحي
و واريتها عن عــيونٍ و قـيـــل

و لكن قلبي تشــظّى انـــفــطاراً
و ما عاد يحتضـــنُ المستحيـل!
ملاك الخالدي الجوف

السبت، 24 يناير 2009

لا شيء يبقى !

بسم الله الرحمن الرحيم

لا شيء يبقى

قيل أن للأدب نصيب نملةٍ في هذه المدينة ! ، و برغم زعمهم سأنثرُ بعض هرطقتي الأدبية هنا :

بلا دموع

لم تكن الطلاسمُ المبعثرة
في هذه المدينة
سوى أفاعٍ صامتة ..
أَضرمتْ الحقد في أركان الأمل
فاحترق واقفاً بلا دموع .

صمتٌ يشبه الكلام

هنا ألم و هناك آخر ..
أدير وجهي حيثُ بعض النزيف
هناك في أرضٍ تشبه اللاأرض!
كأنها كوكبٌ دري ..
يُـوقدُ من دماءٍ طاهرة ..
تتكاثر فيه زهور القرابين
على مقربةٍ من حزني الأليم ..
أمسح دموعي بعيداً عن هرطقـتهم
و ألوذ بشجرة الصمت ..
إنها حيلةُ المستضعفين !

أنا

أنا حزنٌ جديد
لفظهُ القدر
حين تصحّـرتْ أرجاءُ المدينةِ
من الغرباء!

تأمل

لم تكن الأيام الخالية
إلا بعض تأمل
في ذواتنا المترنحة
بدا السواد في كل مكان
تمزقت ألواح الزيف
فانتفض النور
من دماء الشهداء ..
إنها حكمة الله الخالدة ..
ملاك الخالدي الجوف

الخميس، 22 يناير 2009

بعيداً عن الزيف

بسم الله الرحمن الرحيم

((بعيداً عن الزيف))

تفكك أسري
نزاع عائلي
تردي أخلاقي
تدني ثقافي
الشكلية
ارتفاع معدل الجريمة
ضعف الإنتاجية

كل هذا بفعل أنفسنا المكتظة بمستنقعات الحسد و الحقد و التباغض !
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [الشورى: 30]

نحملُ هذه البضاعة الكاسدة معنا أنـّـى نذهب ، ننفثُ دخانها الأسود غير عابئين بتآكل الفضيلة داخلنا و تلاشي البياض فيما حولنا!

ترتادُنا المناسبات فنشعر بمدى الضعف الوجداني و تزورنا الأعياد فنعود لممارسة الزيف مختارون أو مُجبَـرون !
ما أتعسنا حين نتصافح باسم (الله) و في داخلنا تتقدُ براكين (الأنا) ، ما أضعفنا حين نبتسم و قلوبنا عابسة يسكنها السواد ..

_الرذيلة تسكننا فتبدو على جوارحنا ، لذا نحن نتساقط نحو الأسوأ دون أن نشعر!

المجتمع الفاضل:
من وجهة نظري ليس هو ذاك المجتمع الذي تحدث عنه أفلاطون ، ذاك الذي يضمُ أناساً يدعون إلى الفضيلة و لا يخطئون ، لا يعرفون المنكر و صحائفهم بيضاء ، هم أقرب إلى الملائكة منهم إلى البشر!
إنما هو ذاك الذي يضم أولئك الذي يزرعون الفضيلة ، يخطئون فيتعلمون ، يعرفون المنكر فيجتنبوه ، يلونون صفحات قلوبهم بالبياض هم أناسٌ بامتياز!
بهم يقوم المجتمع الفاضل الذي فيه تنخفضُ الرذيلة ، يعم الرقي و تسود العدالة ..
و المجتمع الإسلامي الأول ليس ببعيدٍ عن ذاكرتنا ..

فهل نحن قادرون على صنع مجتمعٍ فاضل باقتلاع الأشواك من مساحات قلوبنا؟؟!!


ملاك الخالدي _ الجوف


الجمعة، 16 يناير 2009

بداية المطر

بسم الله الرحمن الرحيم

ها أنا أبدأ بأول الحروف في هذه المدونة الصغيرة ..

أنسج من وحدتي و غربتي كلمات و أنثرها على ضفاف القلوب ..

ملاك الخالدي _ الجوف