بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحجر
لطالما رسمتُكَ في تفاصيل المدى ، أبصرتُك رغم المسافات المضرجةِ بالبـُعد ، شعرتكَ نبضاتٍ متسارعة تملأني بالفخر و أنت تملأُ أولئك بالرعب المستطير .
هل تذكر الأمل الذي بثثتهُ روحي فصرتُ أهذيكَ على أوراقي و أُخفيك في أعمق أعماقي؟!
هل تذكر قصائدي المفتونة بالحزنِ و الغضب ؟
هل تذكر حنيني لزيتونكَ الطاهر و تراتيل الأمان على جبينك الوضيء؟!
هل تذكر حين أبرقتُ لك دموعي ذات شتاء :
فإلى متى سأرى على الطرقاتِ أطلال البيوتْ؟
و أرى كروم الخير في المسرى و زيتوني يموتْ؟
أيها الحجر ..
و هل تذكر حينَ أسرجتُ لك رفيف خفقاتي فكتبتُ على صفحة الليل:
ناجيتُ أركانكَ الحيرى و لذتُ بها .. لوذ الغريبِ بأطلالٍ و أمكنةِ
هل تذكر آذار الماضي حين تضورتْ غزة فتسجّت جانب البحر بعينين حزينتين تلتهمُ الوجع؟
هل تذكر كل أحزاننا التي جمعتها في ذرّاتك المثخنة ؟ فانتصبتَ بشموخٍ بأيدي الأطفالِ و الفتيةِ لتكون الأنبل و الأقسى في تاريخ الحيف البشري.
هل تذكر حين تسجّت أمي على الطريق الرمليِّ المُلتهب فتمخضتْ موتاً و حياةً لتحتضنَ خلاياها المكدودة و تنهضَ سجـّـيناً حارقاً ، لقد كنتَ الجدار الأخير في مسيرة صبرنا القارس.
هل تذكر حين كسروا عظام أخي ؟ فتركوهُ طعاماً لنزوات اللؤم في صدورهم حينها لم تسقط من يديه النحيلتين فكان الشهيدَ و كنتَ الشاهد .
أيها الحجر ..
هل تذكر حين كبـِرتْ براعم الزيتون على ضفافك فمضتْ شاهقةً يقتاتُ طلعها الجائعين و يتكئُ على زندها الجرحى و المنهكين ، لقد كنتَ الضوء و الدفء في ليالي الخوف و الرماد .
و لازلتُ أذكرُ غضبكَ الصارخ على فسائل الغرقد الأثيم ، لقد تقيأتَ جذورهُ المـُرة حين طمروهُ غصباً في أحشائكَ الطاهرة .
و مازلتَ تسكنني بثباتٍ ، تنمو داخلي عنفواناً لا يعرفُ الرضوخ ، تلهمني أغاريد تحدٍ و صبر أقارعُ بها نفسي و تقلبات الزمنِ الآسن و ألمه المستديم ، و مازلتَ ترسلني ضوءَ يقينٍ أجتازُ به منعطفات الضعفِ و التشتت و الانكسار و الحزن!
أيها الحجر ..
أحبك لأنك مدرسةُ خلود ، تتلمذتُ عليها معانٍ خضراء ، فعرفتُ أن الحياةَ كفاح و صمود و إخلاص ، و مادمنا أنقياء فلن نعبأ بحيفِ قريبٍ أو بعيد.
فمازالتْ صورتكَ في أيدي الأطفال الضامرين بوجه أكوام الفولاذِ و الحديد عالقةً في ذاكرتي مُذ بدأتُ أبصرُ وجه الحياةِ و أعيها .
أيها الحجر ..
لا أُخفيكَ فلقد سكنتَ دفاتر أشعاري بقوة منذُ عبثتُ بقلم الرصاصِ حتى مضى قلم الحبرِ يمطرُ بين أصابعي ، و في أحدها ذرفتكَ سؤالاً صادقاً :
كلُ من يهوى سيهذي العشقَ شعرا ... و أنا صغتُك يا نبضي سؤالْ
كيفَ أنساكَ و ها أنتَ هنا ... في رُبا روحي و في نبضي اشتعالْ؟!
على أملٍ و بأملٍ نكون و كن أيها الحجر بأملْ ..
ملاك الخالدي
لطالما رسمتُكَ في تفاصيل المدى ، أبصرتُك رغم المسافات المضرجةِ بالبـُعد ، شعرتكَ نبضاتٍ متسارعة تملأني بالفخر و أنت تملأُ أولئك بالرعب المستطير .
هل تذكر الأمل الذي بثثتهُ روحي فصرتُ أهذيكَ على أوراقي و أُخفيك في أعمق أعماقي؟!
هل تذكر قصائدي المفتونة بالحزنِ و الغضب ؟
هل تذكر حنيني لزيتونكَ الطاهر و تراتيل الأمان على جبينك الوضيء؟!
هل تذكر حين أبرقتُ لك دموعي ذات شتاء :
فإلى متى سأرى على الطرقاتِ أطلال البيوتْ؟
و أرى كروم الخير في المسرى و زيتوني يموتْ؟
أيها الحجر ..
و هل تذكر حينَ أسرجتُ لك رفيف خفقاتي فكتبتُ على صفحة الليل:
ناجيتُ أركانكَ الحيرى و لذتُ بها .. لوذ الغريبِ بأطلالٍ و أمكنةِ
هل تذكر آذار الماضي حين تضورتْ غزة فتسجّت جانب البحر بعينين حزينتين تلتهمُ الوجع؟
هل تذكر كل أحزاننا التي جمعتها في ذرّاتك المثخنة ؟ فانتصبتَ بشموخٍ بأيدي الأطفالِ و الفتيةِ لتكون الأنبل و الأقسى في تاريخ الحيف البشري.
هل تذكر حين تسجّت أمي على الطريق الرمليِّ المُلتهب فتمخضتْ موتاً و حياةً لتحتضنَ خلاياها المكدودة و تنهضَ سجـّـيناً حارقاً ، لقد كنتَ الجدار الأخير في مسيرة صبرنا القارس.
هل تذكر حين كسروا عظام أخي ؟ فتركوهُ طعاماً لنزوات اللؤم في صدورهم حينها لم تسقط من يديه النحيلتين فكان الشهيدَ و كنتَ الشاهد .
أيها الحجر ..
هل تذكر حين كبـِرتْ براعم الزيتون على ضفافك فمضتْ شاهقةً يقتاتُ طلعها الجائعين و يتكئُ على زندها الجرحى و المنهكين ، لقد كنتَ الضوء و الدفء في ليالي الخوف و الرماد .
و لازلتُ أذكرُ غضبكَ الصارخ على فسائل الغرقد الأثيم ، لقد تقيأتَ جذورهُ المـُرة حين طمروهُ غصباً في أحشائكَ الطاهرة .
و مازلتَ تسكنني بثباتٍ ، تنمو داخلي عنفواناً لا يعرفُ الرضوخ ، تلهمني أغاريد تحدٍ و صبر أقارعُ بها نفسي و تقلبات الزمنِ الآسن و ألمه المستديم ، و مازلتَ ترسلني ضوءَ يقينٍ أجتازُ به منعطفات الضعفِ و التشتت و الانكسار و الحزن!
أيها الحجر ..
أحبك لأنك مدرسةُ خلود ، تتلمذتُ عليها معانٍ خضراء ، فعرفتُ أن الحياةَ كفاح و صمود و إخلاص ، و مادمنا أنقياء فلن نعبأ بحيفِ قريبٍ أو بعيد.
فمازالتْ صورتكَ في أيدي الأطفال الضامرين بوجه أكوام الفولاذِ و الحديد عالقةً في ذاكرتي مُذ بدأتُ أبصرُ وجه الحياةِ و أعيها .
أيها الحجر ..
لا أُخفيكَ فلقد سكنتَ دفاتر أشعاري بقوة منذُ عبثتُ بقلم الرصاصِ حتى مضى قلم الحبرِ يمطرُ بين أصابعي ، و في أحدها ذرفتكَ سؤالاً صادقاً :
كلُ من يهوى سيهذي العشقَ شعرا ... و أنا صغتُك يا نبضي سؤالْ
كيفَ أنساكَ و ها أنتَ هنا ... في رُبا روحي و في نبضي اشتعالْ؟!
على أملٍ و بأملٍ نكون و كن أيها الحجر بأملْ ..
ملاك الخالدي
(:
ردحذفلا تثريب أن أشيد بحجارة الحق و أحفز نفسي بأن أقول :
بورك الحجر و الإنسان هناك ..
و الحروف ما دامت عن الحق فيجب أن تمضي قُدما و تستمر ..
ملاك الخالدي
(: