الجمعة، 12 نوفمبر 2010

هل تعرفون زيداً ؟!

هل تعرفون زيداً ؟!



تحت وابل الأخبار الدموية المأساوية دعونا نتحدث عن حرب أخرى لا تقل ضراوة عن حرب المدافع! ، إنها حرب الأفهام ، أو فلنقل صراع (العقليات)! ، لن أتحدث عن صراع الأيدلوجيات أو التيارات و الأديان إنما عن حرب (الثقافة) مع (الجهل)! الجهل الثقافي بالتأكيد فنحنُ في مرحلةٍ تجاوزنا فيها الجهل التعليمي .

سأعرضها لكم عبر حكاية المدعو (زيد) البطل (التراجيدي) الأغرب في مجتمعنا !

زيد من الناس يأكل كما يأكل الناس و يلبس كما يلبس الناس و لكنه يختلف عن بقية الناس ، زيد من الناس إنسان بسيط لكنهُ بما لا يفقهون محيط ، زيد من الناس له عقل كعقولهم لكنهُ يفكر بطريقة تختلف عنهم ، زيد من الناس حين يتحدثون ينصتُ لهم لكنه حين يتفوهُ بشيء لا يفقهوه ، و إن فـقهوا فإنهم يضعون أصابعهم في آذانهم و يستدبروه!

زيد من الناس إن أبدى رأياً اتهموه و إن كتب شيئاً لاموه و إن تميز عنهم ابتلوه ، زيد من الناس إن أحسن ثبطوه و إن صدق جادلوه و إن حاججهم شتموه ، زيد من الناس لم يؤذِ أحداً و لكن لحاجةٍ في أنفسهم كانوا و مازالوا يفكرون في إيذائه بعد أن آذوه ، زيد من الناس يتحاشى مجالسهم المقامة على لحوم الأموات و لكنهم يقتلوه كل يوم و يتعشون عظامه ، زيد من الناس يعيش في عالمه الخاص بعيداً عن عالمهم الداكن و لكنهم يعيشونه كل لحظة ، زيد من الناس إن أصابتهم نقمة حزِن لهم و إن أصابته نعمة حسدوه ، زيد من الناس لم يعرف معنى المكر و الكيد حتى أُصيب بمكرهم فعلـّـموه ، زيد من الناس لم يكن يعرف الكره حتى كرهوه !

لكن زيداً لم يعبأ بهم بل و يشفق عليهم أيما إشفاق ، و ما زال زيدٌ حيّـا يتجرع حيفهم ، و سأنظر في أمره و لعلي آتيكم منه قبس في ليلة شتاءٍ باردة!

ملاك الخالدي

هناك 4 تعليقات:

  1. ساعد الله زيدا هذا الذي يعيش في مثل هكذا مجتمع الذي تعج فيه هذه الآفآت من العقد والنفوس المريضة والجاهلة والحاقدة والحاسدة


    سعيد

    ردحذف
  2. هذا هو حالهم المأساوي ياعزيزتي !!! الحسد ملأ قلوبهم

    فأعماها!


    عزيزتي :

    إذاغاب الضمير الموجه الداخلي وأُعطي فرصةإجازه نقول

    على الدنيا السلام !

    حال يرثى عليه حقيقة ،،

    صبرٌ جميل والله المستعان يا زيد من الناس .

    ردحذف
  3. على ذمة د.عايض القرني
    العرب غلاظ أجلاف أو شيء من هذا
    لا يرضيهم العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المصريون
    زيد هو نموذج مثالي .. يخشاه الذين لايريدون الحق ..
    ويخيفهم مثاليته أن تقتل اعوجاجهم ..
    لذا فهم لا يريدون فقط إسقاطه بقدر ما يريدون مسح ذاكرة الناس من اسمه ورسمه وسيرته .. أياً كان هو نموذج .. فليكثره الله لنا فالوطن أحوج ما يكون إلى مثل زيد هذا ..
    مقال رائع حتى أنني أحتفظ به في مدونتي الخاصة
    بارك الله بقلمك
    النهر الجليدي

    ردحذف
  4. يا جميلة صدقتِ
    هناك من يشبهون زيد هذا
    وللأسف شرذمة قليلون يقابلهم جمع غفير دونهم

    تحية لزيدك ولمن يشبه

    وبارك الله في قلمك

    وكل عام وانتِ بخير عزيزتي

    هناء

    ردحذف